responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 294
الدعوة يتردد قوياً في العاصمة الأندلسية، ويبث القسس تحريضهم ودعايتهم
المسمومة، مثلما كانوا يفعلون أيام عبد الرحمن بن الحكم [1] .
وكان محمد يرقب
هذه الفتنة حذراً من عواقبها، وعواقب تمرد المدينة الثائرة، ومن ثم فقد لبث
متأهباً لمقارعتها، وشحن قلعة رباح وطلبيرة على مقربة منها بالجند والعدد.
وسير الأمير محمد كذلك الصوائف والحملات الغازية إلى الثغر الأعلى.
ففى
سنة 239 هـ (853 م) سير جيشاً بقيادة موسى بن موسى بن قسىّ والى تطيلة
إلى ألبة والقلاع.
وكان موسى أيام الأمير عبد الرحمن، من زعماء الثورة فى
الشمال، وتحالف مع النصارى حسبما تقدم، وقاتله عبد الرحمن حتى تمكن من
إخضاعه.
ولكنه عاد في أواخر عهده إلى سابق مكانته من زعامة الثغر الأعلى، واستطاع أن يوطد استقلاله في تطيلة وما جاورها، مع التظاهر في نفس الوقت
بالولاء لحكومة قرطبة، اتقاء لخصومتها.
فسار إلى ألبة والقلاع وعاث فيها، وهزم النصارى في عدة مواقع، وافتتح بعض الحصون، ثم عاد بعد ذلك فاتجه
صوب ثغر برشلونة، وانتزع بعض حصونه من أيدى النصارى، وتضع بعض
الروايات تاريخ هذه الغزوة في سنة 242 هـ (856 م) .
بيد أنه يبدو من أقوال
الرازى أنها وقعت قبل سنة 241 هـ [2] .
وفى صيف سنة 241هـ (855 م) سار محمد بنفسه إلى ألبة والقلاع، وقد
كتب إلى موسى بن موسى وأهل الثغور بالاحتشاد والسير في حملته، فعاث فى
بسائط ألبة والقلاع، وافتتح كثيراً من حصون النصارى.
وفى العام التالى بعث
موسى بن موسى إلى أحواز برشلونة، فغزاها وخرب برشلونة وافتتح بعض
حصونها، وأسر بعض أمرائها [3] .
بيد أن اهتمام الأمير لبث في الوقت نفسه بالأخص موجهاً إلى طليطلة، فبعث
ولده المنذر إلى المدينة الثائرة في قوة كبيرة فحاصرتها وعاثت في أحوازها (242هـ) ، ولم يجرأ الثوار هذه المرة على مغادرة مدينتهم.
ولكنهم خرجوا في العام التالى إلى
طلبيرة لمقاتلة الحامية الأندلسية بها، فخرج إليهم قائدها مسعود بن عبد الله،

[1] يفيض دوزى في شرح أدوار هذه الفتنة الدينية وأعمال دعاتها: Dozy: Hist ;
V.
I.
p.
356 - 362
[2] مخطوط القرويين لوحة 261 ب.
[3] البيان المغرب ج 2 ص 98.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست