responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 226
وخرج أيضا مطروح بن سليمان بن يقظان بثغر برشلونة، والتفت حوله جموع
كبيرة، واستولى على سرقسطة ووشقة، وقوى أمره، وبسط سلطانه على
الولاية كلها، فسير إليه هشام جيشا كبيرا بقيادة عبيد الله بن عثمان، فسار إلى
طرطوشة وانتزعها من يد الثوار، وحاصر سرقسطة وفيها مطروح وصحبه، وضيق عليها الخناق حتى ضاق أهلها ذرعا بالحصار، وفي ذات يوم اغتال مطروحا
بعض أصحابه واحتزوا رأسه، وقدموها إلى ابن عثمان، فبعث بها إلى هشام، ودخل سرقسطة ظافراً (سنة 175 هـ) [1] ، وقضى بذلك على الثورة في تلك
الأنحاء.
وكان نصارى الشمال، منذ اشتد ساعدهم، يكثرون من الإغارة على البلاد
الإسلامية والعيث فيها، ويشتد هذا العيث والعدوان كلما اضطرمت الأندلس
بالفتن الداخلية، وشغلت حكومة قرطبة عن حماية الأطراف النائية.
وكان
الفرنج جرياً على سياستهم المأثورة، يشجعون النصارى من البشكنس والجلالقة
على مواصلة التحرش بالمملكة الإسلامية، وكان هشام كأبيه يقدر خطورة هذه
الدسائس الفرنجية، وتحدوه من جهة أخرى نزعة قوية إلى الجهاد والغزو، فما كاد ينتهى من القضاء على الثورة الداخلية، حتى سير إلى الشمال جيشاً قويا
من أربعين ألف مقاتل بقيادة عبيد الله بن عثمان، فاخترق ألبة والقلاع (قشتالة
القديمة) ، واجتاح جليقية، وهزم الجلالقة بقيادة ملكهم برمودو (أو برمند)
وحلفاءهم البشكنس، ومزق جموعهم (سنة 175هـ - 791 م) ، وعاد إلى قرطبة
مثقلا بالغنائم والسبى.
ولم يمض قليل على ذلك حتى سارت إلى جليقية حملة
أخرى بقيادة يوسف بن بخت، وهزم برمودو مرة أخرى، وقتلت جموع كبيرة
من النصارى، وعلى أثر ذلك تنازل برمودو عن العرش لألفونسو الثاني ولد
فرويلا، وأمير جليقية الشرقية، ولجأ إلى عزلة الدير.
وفى العام التالى أعنى في سنة 176هـ (792 م) تأهب هشام لمحاربة الفرنج، واستئناف عهد الجهاد والغزو، فسير إلى الشمال جيشاً كثيفاً.
بقيادة حاجبه
عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث [2] .
فعبر البرنيه من ناحية قطلونية، واستولى

[1] العذرى في كتاب " ترصيع الأخبار " (ص 26 و29) .
[2] وهو حفيد مغيث الرومى فاتح قرطبة.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست