responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 224
للمصلحة العامة [1] ، ولم يكن انحصاره في ولد الأمير أو أسرته، سوى تقليد
من تقاليد السياسة والعصبية، سارت عليه الدولة الأموية، فوضعت بذلك فى
الدول الإسلامية أسس الأسر الملوكية، والعروش المتوارثة.
وكان من الطبيعى
بعد أن ظفر عبد الرحمن الأموى، بإحياء تراث أسرته المندثر في المشرق، أن
يصل ما انقطع، وأن تقوم من هذا الفرع الأموى، أسرة ملوكية جديدة تتعاقب
في العرش، وتعيد بالأندلس مجد الدولة الأموية الذاهب.
وهكذا اختار عبد الرحمن لولاية العهد من بين بنيه الأحد عشر، ولده
هشاماً، وآثره بهذا الاختيار لما توسمه فيه من المزايا والمواهب الخاصة.
وكان
مولده بقرطبة في سنة 139 هـ - 756 م [2] .
وكانت أمه - وهى " أم ولد " [3]
بارعة في الحسن تدعى"حلل" [4] - أحب نساء عبد الرحمن إليه، وأكثرهم نفوذا
لديه، وكان هشام حينما توفى أبوه مقيما بماردة مقر ولايته، فأخذ البيعة له أخوه
عبد الله المعروف بالبلنسى، ولكن على غضاضة منه، لأنه مثل أخيه سليمان، كان يرى نفسه أحق بولاية العهد من أخيه الأصغر.
ودخل هشام قرطبة لأيام
قلائل من وفاة أبيه، وبويع في مستهل جمادى الأولى سنة 172هـ (788 م) ، وكان حينما ولى العرش في الثالثة والثلاثين من عمره، بيد أنه كان عاقلا حازما
وافر الشجاعة والعزم، كثير العدل والتقوى، جم التواضع والرفق.
وتشيد الرواية
الإسلامية بجميل خلاله، وتنوه بالأخص بورعه، وتواضعه، وحبه للخير، فيقول لنا ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد إنه " كان أحسن الناس وجهاً، وأشرفهم نفسا، الكامل المروءة، الحاكم بالكتاب والسنة، الذى أخذ الزكاة
على حلها، ووضعها في حقها، لم يعرف عنه هفوة في حداثته، ولا زلة في أيام
صباه ".
وقيل بلغ من تواضعه أن كان يطوف شوارع قرطبة مختلطاً بالرعية يسمع
المظالم بنفسه، ويعود المرضى، ويشهد الجنائز، وربما كان يخرج في الليالى
المظلمة الممطرة، فيلقى بصرر المال في المساجد لمن وجد فيها بغية تعميرها بالمصلين،

[1] يعقد ابن خلدون في مقدمته، فصلا عن ولاية العهد في الأمة الإسلامية، (ص 175
وما بعدها) .
[2] البيان المغرب ج 2 ص 62؛ وابن الأبار في الحلة السيراء ص 37.
[3] هى الجارية إذا رزقت من سيدها بولد، وعندئذ لا يجوز بيعها ولا هبتها.
[4] وفي رواية " حوراء ".
وفى رواية أخرى " جمال ".
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست