responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 174
أن شارلمان بغزو بلاد البشكنس، كان يحارب أمة من النصارى، وهو في ذلك
لم تكن تحدوه سوى بواعث السياسة والفتح.
ولم تكن النزعة الدينية خاصة بارزة
في تلك الغزوة.
أما الجيش الفرنجى الذي اخترق شرقى البرنيه، فقد كان يسير فى
منطقة يسيطر عليها الفرنج، مذ تقلص عنها سلطان المسلمين، منذ أيام ببين
والد شارلمان، ومن ثم فقد كان يخترق بلادا صديقة، يرحب أهلها بمقدمه، أملا في عونه وحمايته.
وتقول لنا بعض الروايات اللاتينية [1] إن سليمان بن يقظان (ابن الأعرابى) ، كان يتردد عندئذ بانتظام على بنبلونة، وإنه وفقا لتعهداته سلم الرهائن إلى شارلمان، وإنه قد وفد كذلك على بنبلونة أبو ثور بن قسى حاكم وشقه، وقدم أخاه وولده
رهينة، وقد بقيت هذه الرهائن في معسكر شارلمان حتى وقعت النكبة.
بيد أنه
توجد روايات أخرى مفادها أن الرهائن سلمت فيما بعد، حين وفود شارلمان على
سرقسطة.
وعلى أى حال، فقد سار شارلمان بعد استيلائه على بنبلونة ومعه سليمان
إلى سرقسطة [2] ، وهى معقد المشروع كله حسبما اتفق عليه في بادربورن؛ وكان
القسم الآخر من الجيش، قد اخترق في تلك الآونة منطقة جيرندة (جيرونة)
وبرشلونة، واتجه غربا إلى سرقسطة حيث انضم إلى القوات التي يقودها شارلمان، وكان شارلمان، يعتقد حينما سار إلى سرقسطة أنه سيلقى هناك حلفاءه المسلمين على
أهبة لمعاونته وتحقيق رغباته في الاستيلاء على المدينة الكبرى.
ولكن الحوادث
كانت تطورت عندئذ، ودب الخلاف بين الخوارج المسلمين.
وكان الحسين بن
يحيى الأنصارى والى سرقسطة حليف سليمان منذ البداية، وكان عضده فى
مشروعه لاستدعاء الفرنج، وبالرغم من أنه لم يذهب إلى بادربورن، ولا إلى
بنبلونة، فقد كان موافقاً على الحلف الذى عقده سليمان مع شارلمان، وعلى العهود
التي قطعها له.
والظاهر أن الحسين نقم عل سليمان موقف الصدارة والزعامة الذى
اتشح به إزاء الفرنج، فنشبت بينهما الخصومة، أو أنه خشى عاقبة التورط فى
حلف الفرنج.
فعدل موقفه في آخر لحظة حينما شعر بمسير الفرنج إلى مدينته
والظاهر أيضاً أنه لم يكن في سرقسطة حينما أقبل إليها الجيش الفرنجى؛ إذ تقول

[1] R.
M Pidal: ibid, cit.
Anales Breves.
p.
187
[2] ابن الأثير ج 6 ص 5.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست