responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الامم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه    جلد : 2  صفحه : 245
عنده من الدفع إلّا صبر ساعة. والقوم يعطونني من الدنيا، فما رأيك؟» فقالت:
- «أنت والله يا بنىّ أعلم بنفسك. إن كنت تعلم أنّك على حقّ فامض له، فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكّن من رقبتك تلعّب [1] بها غلمان بنى أميّة، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت. أهلكت [301] نفسك، ومن قتل معك. فإن قلت: إنّى كنت على حقّ، فلما وهن أصحابى، ضعفت، فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين، وكم خلودك فى الدنيا؟ القتل أحسن.» فدنا ابن الزبير، فقبّل رأسها، وقال:
- «هذا رأيى، ولكنّى أحببت أن أعلم رأيك، فزدينى بصيرة، فانظرى يا أمّه، إنّى مقتول من يومى هذا، فلا يشتدّ حزنك، وسلّمى لأمر الله، فإنّ ابنك لم يتعمّد إتيان منكر، ولا عمل بفاحشة، ولم يجر فى حكم، ولم يتعمّد ظلم مسلم ولا معاهد.
اللهمّ، إنّى لا أقول هذا تزكية لنفسي، ولكن تعزية لأمّى لتسلو عنّى.» فقالت أمّه:
- «إنّى لأرجو أن يكون عزائى فيك حسنا. اخرج، حتّى أنظر إلى ما يصير أمرك.» قال:
- «يا أمّه، لا تدعى لى الدعاء قبل وبعد.» قالت:
- «لا أدعه أبدا.» ثمّ قالت:
- «اللهمّ ارحم طول ذلك القيام فى الليل الطويل، وذلك النحيب والظمأ فى هواجر المدينة ومكّة وبرّه بأبيه وبى. اللهمّ إنى قد أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فائتني فى عبد الله ثواب الشاكرين الصابرين.» ثمّ دنا عبد الله فقبّلها، فقالت:

[1] . وفى مط: تتلعّب.
نام کتاب : تجارب الامم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه    جلد : 2  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست