responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 170
وفي سنة تسع وثلثين وثلاثمائة توفي محمد بن محمد بن طرخان ابو نصر الفارابي بمدينة دمشق. وفاراب هي احدى مدن الترك فيما وراء النهر. ودخل ابو نصر العراق واستوطن بغداد وقرأ بها العلم الحكميّ على يوحنا بن حيلان [1] المتوفي في ايام المقتدر واستفاد منه وبرز في ذلك على اقرانه واربى عليهم في التحقيق وأظهر الغوامض المنطقيّة وكشف سرها وقرّب متناولها وجمع ما يحتاج اليه منها في كتب صحيحة العبارة لطيفة الاشارة منبّهة على ما اغفله الكندي وغيره من صناعة التحليل وأنحاء التعاليم فجاءت كتبه المنطقية والطبيعية والالهية والسياسية الغاية الكافية والنهاية الفاضلة. وكان ابو نصر الفارابي معاصرا لأبي بشر متى بن يونس الّا انه كان دونه في السّن وفوقه في العلم. وقدم ابو نصر الفارابيّ على سيف الدولة ابي الحسن عليّ بن ابي الهيجاء بن حمدان الى حلب وأقام في كنفه مدة بزيّ اهل التصوّف وقدّمه سيف الدولة وأكرمه وعرف موضعه من العلم ومنزلته من الفهم ورحل في صحبته الى دمشق فأدركه اجله بها.
وكان في ايام المطيع لله وفي امارة الأقطع معزّ الدولة احمد بن بويه ثابت بن سنان ابن ثابت بن قرة وكان بارعا في الطب عالما بأصوله فكاكا للمشكلات من الكتب. وكان يتولّى تدبير البيمارستان ببغداد في وقته. وعمل ثابت هذا كتاب التاريخ المشهور في الآفاق الذي ما كتب كتاب في التاريخ اكثر مما كتبه وهو من سنة نيّف وتسعين ومائتين الى حين وفاته في شهور سنة ثلث وستين وثلاثمائة. وعليه ذيل ابن أخته هلال ولولاهما لجهل شيء كثير من التاريخ في المدّتين. وفي هذا الزمان اشتهر يحيى بن عدي بن حميد ابن زكريا التكريتي المنطقي نزيل بغداد. اليه انتهت رئاسة اهل المنطق في زمانه. قرأ على ابي نصر الفارابي. وكان نصرانيا يعقوبيّ النحلة وكان ملازما للنسخ بيده كتب كثيرا من الكتب وكان يكتب خطا قاعدا بيّنا في اليوم والليلة مائة ورقة واكثر. وله تصانيف وتفاسير ونقول عدّة. ومات ثالث عشر آب سنة ألف ومائتين وخمس وثمانين للإسكندر ودفن في بيعة القطيعة ببغداد وكان عمره احدى وثمانين سنة شمسيّة [2] .
(الطائع بن المطيع)
واسمه ابو الفضل عبد الكريم وسبب خلافته ان أباه المطيع لحقه فالج ثقل لسانه منه وتعذّرت الحركة عليه وهو يستر ذلك. فانكشف حاله لسبكتكين فدعاه الى ان يخلع نفسه ويسلّم الخلافة الى ولده الطائع لله ففعل ذلك في سنة ثلث وستين وثلاثمائة. وفيها خطب للمعزّ لدين الله العلويّ صاحب مصر بمكة والمدينة في

[1-) ] حيلان ر جبلاد وجيلاد.
[2-) ] ر سنة بدون «شمسية» .
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست