responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 150
فلم يزل على ذلك حتى استجاب له جمع كثير واتخذ منهم اثني عشر نقيبا على عدد الحواريين وأمرهم ان يدعوا الناس الى مذهبهم. فبلغ خبره عامل تلك الناحية فأخذه وحبسه وحلف انه يقتله واغلق باب البيت عليه وجعل المفتاح تحت وسادته واشتغل بالشرب. فسمعت جارية له بيمينه فرقّت للرجل. فلما نام العامل أخذت المفتاح وفتحت الباب وأخرجته ثم أعادت المفتاح الى مكانه. فلما أصبح العامل فتح الباب ليقتله فلم يره وشاع ذلك في الناس وافتتن به اهل تلك الناحية وقالوا رفع. ثم ظهر في ناحية اخرى ولقي جماعة من أصحابه وغيرهم وقال لهم: لا يمكن ان ينالني احد بسوء. فعظم في أعينهم.
ثم خاف على نفسه فخرج الى ناحية الشام ولم يوقف له على خبر وسمّي باسم رجل كان ينزل عنده وهو كرمتية [1] ثم خفّف فقيل قرمطة. وكان فيما حكي عن القرامطة من مذهبهم انهم جاءوا بكتاب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. يقول الفرج بن عثمان وهو من قرية يقال لها نصرانة ان المسيح تصوّر له في جسم انسان وقال له: انك الداعية وانك الحجة وانك الناقة وانك الدابة وانك يحيى بن زكريا وانك روح القدس وعرّفه ان الصلاة اربع ركعات ركعتان قبل طلوع الشمس وركعتان قبل [2] غروبها والصوم يومان في السنة وهما المهرجان والنيروز. وان النبيذ حرام والخمر [3] حلال ولا يؤكل كل ذي ناب ولا كل ذي مخلب.
(المعتضد بن الموفق)
بويع في صبيحة الليلة التي مات فيها عمّه المعتمد. ولما ولي المعتضد بعث خمارويه بن اخمد بن طولون له هدايا والطافا شريفة ورسولا وسأله ان يزوج ابنة خمارويه المسماة قطر الندى بعليّ بن المعتضد. فقال المعتضد: انا أتزوجها. فسرّ خمارويه بذلك. وفي سنة احدى وثمانين ومائتين خرج المعتضد الى الموصل قاصدا للأعراب والأكراد فسار إليهم فأوقع بهم وقتل منهم وغرق منهم في الزاب خلق كبير.
وسار المعتضد الى الموصل يريد قلعة ماردين وكانت لحمدان فهرب حمدان منها وخلف ابنه بها فنازلها المعتضد وقاتل من فيها يومه ذلك. فلما كان الغد ركب المعتضد فصعد الى باب القلعة وصاح: يا ابن حمدان. فأجابه. فقال: افتح الباب. ففتحه فقعد المعتضد في الباب وأمر بنقل ما في القلعة وهدمها. ثم ظفر بحمدان بعد عوده الى بغداد جاءه مستأمنا اليه. وفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين جهز خمارويه ابنته احسن جهاز وبعث

[1-) ] كرمتية ر كرمينة.
[2-) ] قبل. روى ابن الأثير «بعد» .
[3-) ] والخمر ر الشراب.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست