responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 288
وفي سنة خمسين بنى معز الدولة ببغداد دارًا هائلة عظيمة أساسها في الأرض ستة وثلاثون ذراعًا، وفيها قلد القضاء أبا العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب، وركب بالخلع من دار معز الدولة وبين يديه الدبادب، والبوقات، وفي خدمته الجيش، وشرط على نفسه أن يحمل في كل سنة إلى خزانة معز الدولة مائتي ألف درهم، وكتب عليه بذلك سجلًا، وامتنع المطيع من تقلده ومن دخوله عليه، وأمر أن لا يمكن من الدخول إليه أبدًا.
وفيها ضمن معز الدولة الحسبة ببغداد والشرطة، وكل ذلك عقب ضعفه ضعفها وعوفي منها، فلا كان الله عافاه، وفيها أخذت الروم جزيرة إقريطش من المسلمين، وكانت فتحت في حدود الثلاثين والمائتين وفيها توفي صاحب الأندلس الناصر لدين الله، وقام بعده ابنه الحاكم.
وفي سنة إحدى وخمسين كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد لعنة معاوية، ولعنة من غصب فاطمة حقها من فدك، ومن منع الحسن أن يدفن مع جده، ولعنة من نفى أبا ذر، ثم إن ذلك محي في الليل، فأراد معزل الدولة أن يعيده فأشار عليه الوزير المهلبي أن يكتب مكان ما محي: لعن الله الظالمين لآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصرحوا بلعنة معاوية فقط.
وفي سنة اثنتين وخمسين يوم عاشوراء ألزم معز الدولة الناس بغلق الأسواق ومنع الطباخين من الطبيخ ونصبوا القباب في الأسواق، وعلقوا عليها المسوح، وأخرجوا النساء منتشرات الشعور يلطمن في الشوارع ويقمن المآتم على الحسين، وهذا أو يوم نيح عليه فيه ببغداد، واستمرت هذه البدعة سنين، وفي ثاني عشر ذي الحجة منها عمل عيد غدير خم، وضربت الدبادب، وفي هذه السنة بعث بعض بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة ابن حمدان رجلين ملتصقين عمرهما خمس وعشرون سنة، والالتصاق في الجنب، ولهما بطنان وسرتان، ومعدتان، ويختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبولهما، ولكل واحد كفان، وذراعان ويدان وفخذان، وساقان، وإحليلان، وكان أحدهما يميل إلى النساء والآخر يميل إلى المرد، ومات أحدهما وبقى أياما وأخوه حي فأنتن، وجمع ناصر الدولة الأطباء على أن يقدروا على فصل الميت، من الحي، فلم يقدروا، ثم مرض الحي من رائعة الميت ومات.
وفي سنة أربع وخمسين ماتت أخت معز الدولة، فنزل المطيع في طيارة إلى دار معز الدولة يعزيه، فخرج إليه معز الدولة، ولم يكلفه الصعود من الطيارة، وقبل الأرض مرات، ورجع الخليفة إلى داره، وفيها بنى يعقوب ملك الروم قيسارية قريبًا من بلاد المسلمين، وسكنها ليغير كل وقت. وفي سنة ست وخمسين مات معز الدولة، فأقيم ابنه بختيار مكانه في السلطة ولقبه المطيع: عز الدولة.
وفي سنة سبع ملك القرامطة دمشق، ولم يحج أحد فيها لا من الشام ولا من مصر، وعزموا على قصد مصر ليملكوها، فجاء العبيديون فأخذوها، وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب، ومصر، والعراق، وذلك أن كافور الإخشيدي صاحب مصر لما مات اختل النظام وقلت الأموال على الجند، فكتب جماعة إلى المعز يطلبون منه عسكرًا ليسلموا إليه مصر، فأرسل مولاه جوهرًا القائد في مائة ألف فارس، فملكها ونزل موضع القاهرة اليوم واختطها، وبنى دار الإمارة للمعز، وهي المعروفة الآن بالقصرين، وقطع خطبة بني
نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست