responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الاسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 14  صفحه : 322
وقال أبو ثور: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كل حديث النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني [1] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَكَرِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: كَانَ الشّافعيّ قد جزّأ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ: ثُلُثُهُ الْأَوَّلُ يَكْتُبُ، وَالثَّانِي يُصَلِّي، وَالثَّالِثُ يَنَامُ [2] .
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيحَةٌ، تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَيْلَهُ كُلَّهُ كَانَ عِبَادَةً. فَإِنَّ كِتَابَةَ الْعِلْمِ عِبَادَةٌ، وَالنَّوْمَ لِحَقِّ الْجَسَدِ عِبَادَةٌ. قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا» [3] . وَقَالَ مُعَاذٌ: فَاحْتَسَبَ نَوْمَتِي كَمَا احْتَسَبَ قَوْمَتِي.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ثَنَا الرَّبِيعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا مَرَّةً، فَأَدْخَلْتُ يَدِي فَتَقَيَّأْتُهَا. رَوَاهَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، فَزَادَ بِهَا: لِأَنَّ الشِّبَعَ يُثْقِلُ الْبَدَنَ، وَيُزِيلُ الْفِطْنَةَ، وَيَجْلِبُ النَّوْمَ، وَيُضْعِفُ عَنِ الْعِبَادَةِ [4] .
وَعَنِ الرَّبِيعِ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: عليك بالزّهد، فإنّ الزّهد على الزّاهد

[1] آداب الشّافعيّ 94، البداية والنهاية 10/ 253، 254.
[2] حلية الأولياء 9/ 135، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 157، تاريخ دمشق 15/ 11 أ، صفة الصفوة 2/ 255، التذكرة الحمدونية 1/ 203.
[3] الحديث مشهور، أخرجه البخاري في الصوم 2/ 245 باب حقّ الجسم في الصوم، من طريق الأوزاعي قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير قال: حدّثني أبو سلمة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل» ؟
فقلت: بلى يا رسول الله. قال: «فلا تفعل، صم وأفطر، وقم، ونم، فإنّ لجسدك عليك حقّا، وإن لعينك عليك حقّا، وإنّ لزوجك عليك حقّا، وإنّ لزورك عليك حقّا، وإنّ بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإنّ لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإنّ ذلك صيام الدهر كله فشدّدت فشدّد عليّ» ، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوّة. قال فصم صيام نبيّ الله داود عليه السلام ولا تزد عليه» . قلت: وما كان صيام نبيّ الله داود عليه السلام؟ قال: «نصف الدهر» . وكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة النبيّ صلى الله عليه وسلّم. وأخرجه في النكاح 6/ 152 باب لزوجك عليك حق. وفي الأدب 7/ 103 باب حق الضيف، وأخرجه مسلم في الصوم (182/ 1159) باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرّر به أو فوّت به حقّا..، و (193/ 1159) ، والنسائي 4/ 211 في صوم يوم وإفطار يوم.
[4] آداب الشّافعيّ 106، حلية الأولياء 9/ 127، تاريخ دمشق 15/ 12 أ، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 54، توالي التأسيس 66.
نام کتاب : تاريخ الاسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 14  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست