responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 400
بن قصيّ، وكانت له ولاية الكعبة. ويقال: إنّ أبا غبشان هو ابن حليل باعه من قصيّ بزق خمر، قليل فيه: «أخسر من صفقة أبي غبشان» . فكان من أوّل ما بدءوا به نقض ما كان لصوفة من إجازة الحاج، وذلك أنّ بني سعد بن زيد مناة بن تميم كانوا يلون الإجازة للناس بالحج من عرفة ينفر الحاج لنفرهم ويرمون الجمار لرميهم، ورثوا ذلك من بني الغوث بن مرّة، كانت أمّه من جرهم وكانت لا تلد، فنذرت إن ولدت أن تتصدق به على الكعبة عبدا يخدمها، فولدت الغوث وخلى أخواله من جرهم بينه وبين من نافسه بذلك، فكان له ولولده وكان يقال لهم صوفة.
وقال السهيليّ: عن بعض الأخباريين: إنّ ولاية الغوث بن مرّة كانت من قبل ملوك كندة، ولما انقرضوا ورث بالتعدد بنو سعد بن زيد مناة، ولما جاء الإسلام كانت تلك الإجازة منهم لكرب بن صفوان بن حتاب بن شجنة وقد مرّ ذكره في بطون تميم. فلما كان العام الّذي أجمع فيه قصيّ الانفراد بولاية البيت وحضر إخوته من عذرة، تعرّض لبني سعد أصحاب صوفة في قومهم من قريش وكنانة وقضاعة عند الكعبة، فلما وقفوا للإجازة قال: لا نحن أولى بهذا منكم فتناجزا وغلبهم قصيّ على ما كان بأيديهم، وعرفت خزاعة وبنو بكر عند ذلك أنّه سيمنعهم من ولاية البيت كما منع الآخرين، فانحازوا عنه وأجمعوا لحربه وتناجزوا وكثر القتل، ثم صالحوه على أن يحكمّوا من أشراف العرب، وتنافروا إلى يعمر بن عوف بن كعب بن عمرو بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة فقضى لقصيّ عليهم، فولي قصيّ البيت وقرّ بمكة وجمع قريشا من منازلهم بين كنانة إليها وقطعها أرباعا بينهم، فأنزل كل بطن منهم بمنزله الّذي صبحهم [1] به الإسلام وسمّي بذلك مجمعا قال الشاعر:
قصيّ لعمري كان يدعى مجمّعا ... به جمع الله القبائل من فهر
فكان أوّل من أصاب من بني لؤيّ بن غالب ملكا أطاع له به قومه، فصار له لواء الحرب وحجابة البيت، وتيمنت قريش برأيه فصرفوا مشورتهم إليه في قليل أمورهم وكثيرها، فاتخذوا دار الندوة إزاء الكعبة في مشاوراتهم وجعل بابها إلى المسجد فكانت مجتمع الملاء من قريش في مشاوراتهم ومعاقدهم. ثم تصدّى لإطعام الحاج وسقايته لما رأى أنهم ضيف الله وزوّار بيته، وفرض على قريش خراجا يؤدّونه إليه

[1] صبح: أتاهم صباحا. وصبح: كان وضيّا. وصبح: كان مشرقا وجميلا.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 2  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست