نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 8 صفحه : 63
ثم دخلت سنة خمس و أربعين و مائة
فمن الحوادث فيها:
خروج محمد بن عبد اللَّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه بالمدينة، و خروج أخيه إبراهيم بن عبد اللَّه بعده بالبصرة و مقتلهما رضي اللَّه عنهما:
فأما خبر محمد: فإن أبا جعفر لما انحدر ببني حسن ردّ ريّاحا إلى المدينة، فألحّ في الطلب و أحرج محمدا حتى عزم على الظهور، فخرج قبل وقته الّذي فارق عليه أخاه إبراهيم.
و قيل: إن إبراهيم هو الّذي تأخر عن وقته لجدري أصابه.
و خرج محمد في مائتين و خمسين فارسا، فأتى السجن فأخرج من فيه، و تناوش الناس. و ذلك في أول يوم من رجب هذه السنة. و قيل: لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة.
فأمر برياح و ابن مسلم فحبسا، و جعل يقول لأصحابه: لا تقتلوا. و صعد المنبر، فحمد اللَّه و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، أيها الناس، فإنه كان من أمر هذه الطاغية عدو اللَّه أبي جعفر ما لم يخف عليكم من بناية القبة الخضراء التي بناها معاندة للَّه في ملكه، و تصغيرا لكعبة اللَّه الحرام، و إنما أخذ اللَّه فرعون حين قال: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى[1] فإن أحق الناس/ بالقيام في هذا الدين أبناء المهاجرين الأولين و الأنصار، اللَّهمّ إنهم قد 30/ ب أحلّوا حرامك، و حرّموا حلالك، و أمّنوا من خوفت و أخافوا من أمّنت، اللَّهمّ فاحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تغادر منهم أحدا، يا أيها الناس، إني و اللَّه ما خرجت بين