لما مات سعيد بن أبي الحسن حزن عليه الحسن حزنا شديدا، فأمسك عن الكلام حتى عرف ذلك في مجلسه و حديثه، فكلم في ذلك، فقال: الحمد للَّه الّذي لم يجعل الحزن عارا على يعقوب، ثم قال: بئست الدار المفرقة [2].
و قال ابن عون [3]: دفع إليّ الحسن برنسا كان لأخيه سعيد لأبيعه، فقلت: أشتريه أنا، فقال: أنت أعلم، و لكني لا أحب أن أراه عليك.
لبس يوما حلة خضراء و عمامة خضراء، و نظر في المرآة، فقال: أنا الملك الشاب، فما عاش بعد ذلك إلا أسبوعا.
أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن البيع، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: حدّثنا أبو عبد اللَّه بن عرفة، قال: أخبرنا محمد بن عيسى، أنه سمع عبد اللَّه بن محمد التيمي يقول:
كان سليمان بن عبد الملك [يوما] [5] جالسا، فنظر في المرآة إلى وجهه، و كان حسن الوجه، فأعجبه ما رأى من جماله، و كان على رأسه وصيفة، فقال: أنا الملك الشاب، فرأى شفتي جاريته تتحركان، فقال لها: ما قلت؟ قالت: خيرا. قال: لتخبريني، قالت: قلت:
أنت نعم [6] المتاع لو كنت تبقى * * * غير أن لا بقاء للإنسان
و زاد غيره في الشعر بيتا آخر، فقال:
أنت خلو من العيوب و مما * * * يكره الناس غير أنك فاني [ (7