responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 7  صفحه : 344

بعشرين ألف درهم، فكتب بذلك صاحب البريد إلى المنصور و هو بمدينة السلام يخبره أن الأمير المهدي أمر لشاعر بعشرين ألف درهم، فكتب إلى كاتب المهدي أن يوجه [إليه‌] [1] بالشاعر، فطلب فلم يجدوه، فكتب إلى أبي جعفر: إنه قد توجه إلى مدينة السلام، فأجلس المنصور قائدا من قواده عند جسر النهروان، و أمر أن يتصفح وجوه الناس رجلا رجلا، فجعل لا تمر به قافلة إلا تصفح من فيها حتى مرت به القافلة التي فيها المؤمل، فتصفحه، فلما سأله: من أنت؟ قال: أنا المؤمل بن أميل المحاربي الشاعر أحد زوار الأمير المهدي، قال: إياك طلبت. قال المؤمل: فكاد قلبي ينصدع خوفا من أبي جعفر، فقبض عليّ و سلمني إلى الربيع، فدخل بي إلى أبي جعفر، و قال: هذا الشاعر الّذي أخذ من الأمير المهدي عشرين ألف درهم قد ظفرنا به، قال:

أدخلوه إليّ. فأدخلت فسلمت عليه تسليم مروع، فرد عليّ السلام، و قال: ليس هاهنا إلا خير، أنت المؤمل بن أميل؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين أنا المؤمل بن أميل، قال:

أتيت غلاما غرا فخدعته، قلت: نعم، أصلح اللَّه أمير المؤمنين، أتيت غلاما غرا كريما فخدعته فانخدع، قال: فكان ذلك أعجبه، فقال: أنشدني ما قلت فيه، فأنشدته ما قلت، و هي:

هو المهدي إلّا أن فيه‌ * * * مشابه صورة القمر المنير

تشابه ذا و ذا فهما إذا ما * * * أنارا يشعلان على البصير

فهذا في الظلام سراج ليل‌ * * * و هذا في النهار ضياء نور

و لكن فضل الرحمن هذا * * * على ذا بالمنابر و السرير

و بالملك العزيز فذا أمير * * * و ما ذا بالأمير و لا الوزير

و نقص الشهر ينقص ذا و هذا * * * منير عند نقصان الشهور

فيا ابن خليفة اللَّه المصفى‌ * * * به تعلو مفاخرة الفخور

لئن فت الملوك و قد توافوا * * * إليك من السهولة و الوعور

لقد سبق الملوك أبوك حتى‌ * * * بقوا من بين كاب أو حسير

و جئت مصليا تجزي حثيثا * * * و ما بك حين تجزي من فتور

فقال الناس ما هذان إلا * * * كما بين الفتيل إلى النصير


[1] ما بين المعقوفتين: من ت.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 7  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست