نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 7 صفحه : 250
باب ذكر خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك
كان يكنى أبا خالد، و أمه أم ولد، و هي بنت فيروز بن يزدجرد. و كان أسمر طويلا، صغير الرأس، بوجهه خال، و كان جماعة قد بايعوه قبل قتل الوليد، فلما قتل اجتمعوا عليه فنقص من أعطيات الناس ما كان زادهم الوليد، و ردهم إلى أعطيات هشام، فسموه الناقص. و أول من سماه بهذا الاسم مروان بن محمد.
و قيل: بل سمي بذلك لنقصان كان في أصابع رجليه، و هو أول خليفة كانت أمه أمة، و كانت بنو أمية تتجنب ذلك توطيدا للخلافة [1]، و لأنهم سقط إليهم أن ملكهم يزول على يد خليفة منهم أمه أمة، فكان ذلك مروان بن محمد، و سيأتي ذكره بعد خلافة يزيد هذا.
ثم ان يزيدا خطب الناس بعد قتل الوليد، و قال: إني و اللَّه ما خرجت أشرا و لا بطرا و لا حرصا على الدنيا، و لا رغبة في الملك، و لكن خرجت غضبا للَّه و لرسوله و لدينه، و داعيا إلى كتابه و سنة نبيه، لما هدم الوليد معالم الهدى، و أطفأ نور أهل التقى، و كان جبارا مستحلا للحرم مع أنه ما كان يصدق [2] بالكتاب، و لا يؤمن بيوم الحساب، فسألت اللَّه تعالى فأراح منه العباد و البلاد، أيها الناس إن لكم عليّ ألا أضع حجرا على حجر، و لا لبنة على لبنة، و لا أكري نهرا [3]، و لا أكثر مالا، و لا أعطيه زوجة و لا ولدا، و لا أثقله من بلد إلى بلد حتى أسد ثغرة ذلك البلد و خصاصة أهله بما يغنيهم، و لا أغلق بابي