نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 7 صفحه : 133
فقال: و أنا و اللَّه أحبك، فقالت له: أنا و اللَّه أحب أن تضع فمك على فمي، قال: و أنا و اللَّه أحب ذلك، قالت: فما يمنعك فو اللَّه إن الموضع لخال، فقال لها: ويحك إني سمعت اللَّه تعالى يقول: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[1] و أنا و اللَّه أكره أن تكون خلة ما بيني و بينك في الدنيا عداوة يوم القيامة، ثم نهض و عيناه تذرفان من حبها، و عاد إلى الطريقة التي كان [2] عليها من النسك و العبادة، فكان يمر بين الأيام ببابها فيرسل السلام، فيقال له: ادخل فيأبى.
و مما قال فيها:
إن سلامة التي أفقدتني تجلدي * * * لو تراها و العود في حجرها حين تنشد
الشريحبي و الغريض و للقوم معبد * * * خلتهم تحت عودها حين تدعره باليد
و في رواية أخرى أنه لما قال لها: أكره أن تكون خلة ما بيني و بينك عداوة يوم القيامة، قالت: أ تحسب أن ربنا لا يقبلنا إن نحن تبنا إليه؟ قال: بلى و لكن لا آمن أن أفاجأ، ثم نهض يبكي فلم يرجع بعد، و عاد إلى ما كان فيه من النسك.
و روى مصعب الزبيري، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي مليكة، عن أبيه، عن جده، قال:
دخل عبد الرحمن بن أبي عمار و هو يومئذ فقيه أهل الحجاز على نخاس فعلق فتاة فاشتهر بذكرها حتى مشى إليه عطاء و طاووس و مجاهد يعذلونه، فكان جوابه:
يلومني فيك أقوام أجالسهم * * * فما أبالي أطار اللوم أو وقعا [ (3
فانتهى الخبر إلى عبد اللَّه بن جعفر، فلم تكن له همة غيره، فحج فبعث إلى مولى الجارية فاشتراها منه بأربعين ألفا، و أمر قيمة جواريه أن تزينها و تحليها، ففعلت، و بلغ الناس قدومه فدخلوا عليه، فقال: ما لي لا أرى ابن أبي عمار زارنا، فأخبر الشيخ فأتاه، فلما أراد أن ينهض استجلسه فقعد، فقال له ابن جعفر: ما فعل حب فلانة،