نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 6
ثم دخلت سنة اثنتين و ستين
فمن الحوادث فيها مقدم وفد المدينة على يزيد و مبايعتهم محمد بن حنظلة [1]
و كان السبب في ذلك أن يزيد لما عزل عمرو بن سعيد، و ولى الوليد بن عتبة، قدم الوليد [المدينة] [2] فأخذ غلمانا لعمرو، نحوا من ثلاثمائة فحبسهم، فكلمه فيهم عمرو فأبى أن يخليهم، فخرج عمرو من المدينة و كتب إلى غلمانه: إني باعث إلى كل رجل منكم جملا و أداته، تناخ لكم بالسوق [3]، فإذا أتاكم رسولي فاكسروا باب السجن، ثم ليقم كل رجل منكم إلى جمله فليركبه، ثم أقبلوا عليّ [4].
ففعل ذلك، فقدم على يزيد، فرحب به و عاتبه على تقصيره في أشياء يأمره بها في ابن الزبير، فقال: يا أمير المؤمنين: الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، و إن جلّ أهل الحجاز مالوا إليه، و لم يكن معي جند أقوى عليه لو ناهضته، فكنت أداريه لأتمكن منه [5]، مع أني قد ضيقت عليه، فجعلت على مكة و طرقها رجالا لا يدعون أحدا يدخلها حتى يكتبوا لي اسمه و اسم أبيه، و ما جاء به، فإن كان ممن أرى أنه يريده رددته صاغرا، و قد بعثت الوليد و سيأتيك من عمله ما تعرف به فضل مبايعتي و مناصحتي.
[1] تاريخ الطبري 5/ 478، و البداية و النهاية 8/ 232.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من الطبري.
[3] في الأصل: «تناح لكم بالحوف». و ما أوردناه من ت، و الطبري.
[4] في الأصل: «ثم أقبلوا إليّ»، و ما أوردناه من اللَّه و الطبري.
[5] كذا في الأصل، و في الطبري: «لأستمكر منه» و ساقطة من ت.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 6