responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 322

قال مؤلف الكتاب رحمه اللَّه: و ابتلي سعيد بن المسيب بالضرب. و ذلك أن عبد اللَّه بن الزبير ولى جابر بن الأسود الزهري المدينة، فدعا الناس إلى بيعة ابن الزبير، فقال سعيد: لا حتى يجتمع الناس، فضربه ستين سوطا، فبلغ ذلك ابن الزبير، فكتب إليه يلومه و يقول: ما لنا و لسعيد، دعه.

و كان عبد الملك قد خطب بنت سعيد لابنه الوليد، فأبى، فاحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد، و صب عليه جرة ماء و ألبسه جبة صوف.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة اللَّه الطبري، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه، [1] قال: حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدّثنا زيد بن بشير الحضرميّ، قال:

حدّثنا ضمام، [2] عن بعض أهل المدينة، قال:

لما كانت بيعة سليمان بن عبد الملك مع بيعة الوليد كره سعيد بن المسيب أن يبايع بيعتين، فكتب صاحب المدينة إلى عبد الملك بن مروان يخبره أن سعيد بن المسيب كره أن يبايع لهما جميعا، فكتب عبد الملك إلى صاحب المدينة. و ما كان حاجتك إلى رفع هذا عن سعيد بن المسيب، ما كنا نخاف منه، فأما إذا ظهر ذلك و انتشر في الناس فادعه إلى ما دخل فيه من دخل في هذه البيعة، فإن أبى فاجلده مائة سوط، و احلق رأسه و لحيته، و ألبسه ثيابا من شعر، وقفه على الناس في سوق المسلمين لئلا يجترئ علينا غيره.

فلما علم بعض من حضر من قريش سألوا الوالي أن لا يعجل عليه حتى يخوفه بالقتل فعسى أن يجيب، فأرسلوا مولى له كان في الحرس، قالوا: أذهب فأخفه/ بالقتل، و أخبره أنه مقتول لعل ذلك يخيفه حتى يدخل فيما دخل فيه الناس. فجاءه مولاه و هو يصلي فبكى المولى، فقال له سعيد: ما يبكيك؟ قال: يبكيني ما يراد بك، قد جاء كتاب فيك إن لم تبايع قتلت، فجئت لتطهر و تلبس ثيابا طاهرة، و تفرغ من عهدك، قال:

ويحك قد وجدتني أصلي، فتراني كنت أصلي و لست بطاهر، و ثيابي غير طاهرة، و أما ما ذكرت من العهد فإنّي أضل ممن أرسلك إن كنت بت ليلة و لم أفرغ من عهدي.


[1] في الأصل: «ابن درشنونة» خطأ و ما أوردناه من ت و كتب التراجم، و قد تكرر هذا الخطأ أكثر من مرة.

[2] في الأصل: «صمصام». و ما أوردناه من ت، و هو الصحيح.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست