responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 314

و كان كثير التشبيب بالنساء، قلما يرى امرأة إلا و يتشبب بها تشبيب عاشق. و كان يحب زيارتهن، و يكثر مجالستهن، فممن شبب بهن سكينة بنت الحسين، فقال:

قالت سكينة و الدموع ذوارف‌ * * * منها على الخدّين و الجلباب‌

ليت المغيريّ الّذي لم أجزه‌ * * * فيما أطال تصيّدي و طلابي‌

/ كانت تردّ لنا المنى أيامه‌ * * * أ و لا تلوم [1] على هوى و تصابي‌

أسكين ما ماء الفرات و طيبه‌ * * * منّي على ظمأ و حب شراب‌

بألذّ منك و قد نأيت و قلّما * * * ترعى النساء أمانة الغيّاب‌

و شبب بفاطمة بنت عبد الملك بن مروان، فقال:

افعلي بالأسير إحدى ثلاث‌ * * * و افهميهن ثم ردي جوابي‌

اقتليه قتلا سريحا مريحا * * * لا تكوني عليه سوط عذابي‌

أو اقتدي فإنما النفس بالنفس‌ * * * قضاء مفصلا في الكتاب‌

أوصليه وصلا تقر به العين‌ * * * و شر الوصال وصل الكذاب‌

فأعطت الّذي جاءها بالأبيات لكل بيت عشرة دنانير.

و حج عبد الملك فلقيه عمر، فقال له عبد الملك: يا فاسق، فقال: بئس تحية ابن العم على طول السخط، قال: يا فاسق، أما أن قريشا لتعلم انك أطولها صبوة و أبطؤها توبة، أ لست القائل.

و لو لا أن تعنفني قريش‌ * * * فقال الناصح الأوفى الشقيق‌

لقلت إذا التقينا قبليني‌ * * * و لو كنا على ظهر الطريق‌

و كان أخوه الحارث خيرا عفيفا، فعاتبه يوما. قال عمر: و كنت على ميعاد من الثريا، فرحت إلى المسجد مع المغرب و جاءت الثريا للميعاد فتجد الحارث مستلقيا على الفراش، فألقت نفسها عليه و هي لا تشك أنه أنا، فوثب و قال: من هذه؟ قيل له:

الثريا، قال: ما أرى عمر ينتفع بوعظنا، فلما جئت للميعاد، قال: ويحك كدنا نفتن بعدك، لا و اللَّه ما شعرت إلا و صاحبتك واقعة عليّ، قلت: لا تمسك [النار] [2] أبدا، قال: عليك لعنة اللَّه و عليها.


[1] في الأغاني: «المنى أياما إذ لا غلام».

[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست