نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 21
ثم دخلت سنة اربع و ستين
فمن الحوادث فيها مسير أهل الشام إلى مكة لحرب عبد اللَّه بن زبير و من كان على مثل رأيه في الامتناع على يزيد بن معاوية [1]
قال علماء السير [2]: لما فرغ مسلم بن عقبة من قتال أهل المدينة و إنهاب جنده أموالهم ثلاثا، شخص بمن معه من الجند متوجها نحو مكة، و خلف على المدينة روح بن زنباع الجذامي.
و قيل: خلف عمرو بن محرز الأشجعي.
فسار ابن عقبة حتى إذا انتهى إلى فقا/ المشلّل [3] نزل به الموت، و ذلك في آخر المحرم سنة أربع و ستين، فدعا حصين بن نمير السكونيّ، فقال له: يا برذعة الحمار [4]، أما لو كان هذا الأمر إليّ ما وليتك هذا الجند، و لكن أمير المؤمنين ولاك بعدي، و ليس لأمره مترك [5]، أسرع المسير، و لا تؤخر ابن الزبير ثلاثا حتى تناجزه، ثم قال: اللَّهمّ إني لم أعمل عملا قط بعد شهادة أن لا إله إلا اللَّه و أن محمدا عبده و رسوله
[1] تاريخ الطبري 5/ 496، و البداية و النهاية 8/ 243.