نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 204
حتى أموت، و لقد كنت أطلب الشهادة منذ زمان، فأتتني اليوم، يا أهل الشام [1]، تعاونوا على عدوكم. فقال له ابن أبي بكرة: إنك شيخ قد خرفت، فقال له شريح: إنما حسبك أن يقال: بستان ابن أبي بكرة، أو حمام ابن أبي بكرة، يا أهل الشام [2]، من أراد الشهادة فليأت، فتبعه ناس من المتطوعة، فقاتل حتى قتل في ناس من أصحابه ثم خرج المسلمون من تلك البلاد.
و في هذه السنة قدم المهلب خراسان أميرا عليها، و انصرف أمية بن عبد اللَّه.
و فيها: حج بالناس أبان بن عثمان، و كان أميرا على المدينة من قبل عبد الملك، و كان على العراق و المشرق كله الحجاج، و على خراسان المهلب من قبل الحجاج.
و قيل: إن المهلب كان على حربها، و ابنه المغيرة كان على خراجها، و كان على قضاء الكوفة/ أبو بردة، و على قضاء البصرة موسى بن أنس.
روى عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، قال: حدثنا محمد بن المبارك، قال:
حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان، قال [3]:
كان الحارث الكذاب من أهل دمشق، و كان مولى لأبي الجلاس، و كان له أب بالحولة، فعرض له إبليس، و كان متعبدا زاهدا لو لبس جبة من ذهب لرؤيت عليه زهادة، و كان إذا أخذ في التحميد لم يسمع السامعون بأحسن من كلامه. قال: فكتب إلى أبيه:
يا أبتاه، أعجل عليّ فإنّي قد رأيت شيئا أتخوف أن يكون من الشيطان. قال: فزاده أبوه