responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 191

و في/ رواية [1]: أنه كان معه قوم لم يكن لهم تلك البصيرة النافذة، و قد كان قد قتل من عشائرهم خلقا كثيرا، فأوجع بذلك قلوبهم، فلما تخلف في أواخر أصحابه حين العبور قال بعضهم لبعض: هل لكم أن نقطع به الجسر فندرك ثأرنا الساعة، فقطعوا الجسر فمالت السفن، ففزع الفرس و نفر، فوقع في الماء.

و الحديث الأول هو المشهور، و جاء صاحب الجسر إلى سفيان فقال: إن رجلا منهم وقع في الماء، فتنادوا بينهم: غرق أمير المؤمنين و انصرفوا و تركوا عسكرهم ليس فيه أحد، فكبر سفيان ثم أقبل حتى انتهى إلى الجسر، و بعث مهاجر بن صيفيّ، فعبر إلى عسكرهم فإذا ليس فيه منهم صافر [2] و لا آثر، فنزل فيه فإذا أكثر خلق اللَّه [3] خيرا.

فاستخرجوا شبيبا و عليه الدرع، فزعموا أنه شق عن بطنه فأخرج قلبه، فكان مجتمعا صلبا كأنه صخرة، و إنه كان يضرب به الأرض فيثب قامة الإنسان.

و كان لما نعي إلى أمه [4] و قيل قتل، لم تصدق، فلما قيل لها: إنه غرق، صدقت و قالت: إني رأيت حين ولدته أنه خرج مني شهاب نار، فعلمت أنه لا يطفئه إلا الماء.

و قد روى أبو مخنف، عن فروة بن لقيط: أن يزيد بن نعيم أبا شبيب كان ممن دخل في جيش سلمان بن ربيعة إذ بعث به الوليد بن عقبة على أمر عثمان بن عفان إياه بذلك مددا لأهل الشام إلى أرض الروم، فلما قفل المسلمون أقيم السبي للبيع، فرأى يزيد بن نعيم جارية حمراء، لا شهلاء، و لا زرقاء، طويلة جميلة، تأخذها العين، فابتاعها و ذلك سنة خمس و عشرين أول السنة، فلما أدخلها الكوفة قال: أسلمي، فأبت فضربها فلم تزدد إلا عصيانا، فأمر بها فأصلحت له، ثم أدخلت عليه، فلما تغشاها حملت فولدت له شبيبا في ذي الحجة يوم النحر، و كان يوم/ السبت، و أسلمت قبل أن تلده و قالت: إني قد رأيت في النوم أنه خرج من قبلي شهاب نار فسطع حتى بلغ السماء و الآفاق كلها، فبينا هو كذلك إذ وقع في ماء كثير جار، فخبا، و قد ولدته في يومكم هذا


[1] تاريخ الطبري 6/ 281.

[2] يقال: ما في الدار من صافر، أي أحد يصفر، و هو مثل.

[3] في الأصول: «خلقه». و ما أوردناه من الطبري.

[4] تاريخ الطبري 6/ 282.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست