فما ذا يغمز الأقران مني * * * و قد جاوزت حد الأربعين
أخو خمسين مجتمع أشدي * * * و تحددني مداولة الشؤون
يا أهل الكوفة إني لأرى رءوسا قد أينعت و حان قطافها، و إني لصاحبها، للَّه أبوكم، كأني انظر إلى الدماء بين العمائم و اللحى، ثم قال:
هذا أوان الشد فاشتدي زيم * * * قد لفها الليل بسواق حطم
ليس براعي إبل و لا غنم * * * و لا بجزار على ظهر و ضم
من يلقني يودي كما أودت إرم/ قد لفها الليل بصلبي [ (1
مهاجر ليس بأعرابي
قد شمرت عن ساق سمهري
و أيم اللَّه يا أهل العراق لا يغمز جنابي كتغماز التين، و لا يقعقع لي بالشنان، فلقد فرغت [2] عن ذكاء، و فتشت عن تجربة، و أجريت إلى الغاية القصوى، إن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان نكث [3] كنانته بين يديه، فعجم عيدانها عودا عودا فوجدني أمرّها عودا و أصلبها مكسرا، فوجهني إليكم يا أهل العراق و الشقاق و النفاق و مساوىء الأخلاق، إنكم و اللَّه طالما أوضعتم في أودية الفتنة و اضطجعتم في منام الضلالة و سلكتم سنن الغيّ، و اللَّه لأقرعنكم قرع المروة، و لألحونكم لحو العود [4]، و لأعصبنكم عصب السلمة و الشاة السقيمة، و لأضربنكم ضرب غرائب الإبل، و اعلموا أني و اللَّه لا أعد إلا وفيت، و لا أحلق إلا فريت، و لا أحلف إلا نزرت، و لا أبعد إلا شيعت، و إياكم و هذه الزرافات و الخرافات و البطالات و المقالات و الجماعات، و قيل و قال، و ما قال و ما يقول، و كان و [ما] [5] يكون، و فيم أنتم و ما أنتم و ذاك، يا أهل الكوفة