و ذلك أنه لما صار بشر إلى البصرة كتب إليه عبد الملك: أما بعد: فابعث المهلب بن أبي صفرة في أهل مصر إلى الأزارقة، و لينتخب من أهل مصر و وجوههم و فرسانهم، فإنه أعرف بهم، و خله و رأيه في الحرب، فإنّي أوثق شيء بتجربته و نصيحته للمسلمين، و ابعث من أهل الكوفة بعثا كثيفا، و ابعث عليهم رجلا معروفا شريفا، ثم انهض بأهل المصرين و اتبعوهم أي وجه توجهوا.
ففعل ذلك، فلما تراءى العسكران برامهرمز لم يلبث الناس إلا عشرا حتى أتاهم نعي بشر، و توفي بالبصرة.
و قد ذكرنا في رواية: أن بشرا توفي في السنة التي قبلها.
و في هذه السنة عزل عبد الملك بكير بن وشاح، و ولى أمية بن خالد بن أسد.
و فيها: حج بالناس الحجاج و هو على مكة و المدينة، و كان ولى قضاء المدينة عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة، و كان على الكوفة و البصرة بشر بن مروان، هذا في رواية.
و قد ذكرنا أنه توفي في السنة التي قبلها.
و كان على خراسان أمية بن عبد اللَّه/ بن خالد، و على قضاء الكوفة شريح، و على قضاء البصرة هشام بن هبيرة.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
456- رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد، أبو عبد اللَّه [2]:
شهد أحدا و المشاهد بعدها مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم، و رمي بسهم في ثندوته [3] يوم أحد،
[2] طبقات خليفة 79، و التاريخ الكبير 3/ 1024، و المعارف 306، و الجرح و التعديل 3/ 2150، و الاستيعاب 2/ 479، و أسد الغابة 2/ 150، و تاريخ الإسلام 3/ 153، و سير أعلام النبلاء 3/ 181، و شذرات الذهب 1/ 1994، و البداية و النهاية 9/ 4.
[3] و يروى: «ترقوته» و الثندوة: لحم الثدي، و قال ابن السكيت: هي الثندوة للحم الّذي حول الثدي. و قال غيره: الثندوة للرجل، و الثدي للمرأة.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 6 صفحه : 143