وجهه معاوية إلى إفريقية غازيا في عشرة آلاف من المسلمين فافتتحها و اختط قيروانها، و قد كان موضعه غيطة لا ترام من السباع و الحيات و غير ذلك من الدواب، فدعا اللَّه تعالى عليها و نادى: إنا نازلون فاظعنوا، فلم يبق شيء مما كان من السباع و غيرها إلا خرج، و جعلن يخرجن من جحرهن هوارب، حتى ان السباع كانت تحمل [2] أولادها.
ثم قدم بعد موت معاوية على يزيد فرده واليا على إفريقية في هذه السنة، فعرض له جمع من الروم و البربر و هو في قل، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل عقبة شهيدا.
420- مسلمة بن مخلد بن الصامت، أبو معن، و يقال: أبو سعيد: [3]
ولد حين قدم رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلّم ) المدينة. و سمع من رسول اللَّه ( صلّى اللَّه عليه و سلّم )، و شهد فتح مصر و اختلط بها، و ولي الجند لمعاوية بن أبي سفيان و لابنه يزيد.
روى عنه علي بن رباح و غيره، و توفي في ذي القعدة من هذه [4] السنة.