responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 56

حدّثنا الأوزاعي، عن محمد بن عبد الملك، عن المغيرة بن شعبة، أنه قال لعثمان حين حصر:

إنه قد نزل من الأمر ما ترى، فاختر واحدة من ثلاث: إن شئت أن نفتح لك بابا سوى الباب الّذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فلن يستحلوك بها، و إن شئت أن تلحق الشام و فيها معاوية، و إن شئت خرجت بمن معك فقاتلناهم فإنا على الحق و هم على الباطل. فقال عثمان: أما قولك آتي إلى مكة، فإنّي‌

سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يقول: «يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب الأمة»

فلن أكونه. و أما أن آتي إلى الشام، فلن أكون لأدع دار هجرتي و مجاورة نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و آتي الشام. و أما قولك إني أخرج بمن معي أقاتلهم فلن أكون أول من يخلف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم في أمته بإراقة محجمة دم.

20/ أ و روى الواقدي/، عن أشياخ له، عن محمد بن مسلمة، قال [1]: خرجت في نفر من قومي إلى المصريين، فعظمت حق عثمان و ما في رقابهم من البيعة، و خوفتهم الفتنة، و أنه ينزع عن هذه الأمة الخصال التي نقمتم عليه، و أنا ضامن لذلك. قال القوم:

فإن لم ينزع؟ قلت: فأمركم إليكم.

فانصرف القوم و هم راضون، و رجعت إلى عثمان، فقلت: أخلني، فأخلاني، فقلت: اللَّه اللَّه يا عثمان في نفسك، إن هؤلاء القوم إنما قدموا يريدون دمك، و أنت ترى خذلان أصحابك لك، فأعطاني الرضا و جزاني خيرا.

ثم خرجت من عنده، فأقمت ما شاء اللَّه فيهم، فعادوا له فقال لي: ارجع إليهم فأرددهم، قلت: لا و اللَّه، لأني ضمنت لهم أمورا [تنزع عنها] [2] فلم تنزع عن حرف واحد منها. فقال له: اللَّه المستعان.

و جاءني ابن عديس و سودان، فقالا: أ لم تعلم أنك زعمت أن صاحبنا نازع عما


[1] الخبر في تاريخ الطبري 4/ 372.

[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست