نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 41
و سير جماعة من أهل البصرة إلى الشام أيضا، منهم حمران بن أبان، و كان قد تزوج امرأة في عدتها، فنكل به عثمان و فرق بينهما و سيره إلى أهل البصرة.
أخبرنا محمد بن الحسين، و إسماعيل، قالا: أخبرنا ابن النقور، قال: أخبرنا المخلص، قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللَّه، قال: حدّثنا السري بن يحيى، قال: حدّثنا شعيب، قال: حدّثنا سيف، عن محمد، و طلحة [1]:
أن عثمان سير حمران بن أبان حين تزوج امرأة في عدتها و فرق بينهما و ضربه و سيره إلى البصرة ثم أذن له فقدم عليه المدينة، و قدم معه قوم سعوا بعامر بن عبد قيس، أنه لا يرى التزويج، و لا يأكل اللحم، و لا يشهد الجمعة، و كان عامر منقبضا، و عمله كله مستعبر، فكتب إلى عبد اللَّه بن عامر بذلك، فألحقه بمعاوية. فلما قدم عليه وافقه و عنده ثريدة [2]، فأكل أكلا غريبا، فعرف أن الرجل مكذوب عليه، فقال: يا هذا، هل تدري فيما أخرجت؟ قال: لا، قال: أبلغ الخليفة أنك لا تأكل اللحم و قد عرفت أنك مكذوب عليك، و أنك لا ترى التزويج و لا تشهد الجمعة. قال: أما الجمعة فإنّي أشهدها في مؤخر المسجد ثم أرجع في أوائل/ الناس، و أما التزويج، فإنّي خرجت و أنا 14/ أ يخطب عليّ، و أما اللحم فقد رأيت، و لكني كنت امرأ لا آكل ذبائح القصابين منذ رأيت قصابا يجر شاة إلى مذبحها، ثم وضع السكين على حلقها، و ما زال يقول: النّفاق النّفاق حتى وجبت [3]. قال: فارجع، قال: لا أرجع إلى بلد استحل أهله مني ما استحلوا، و لكني أقيم بهذا البلد الّذي اختاره اللَّه لي. و كان يكون في السواحل، و كان يلقى معاوية فيقول له: حاجتك؟ فيقول: لا حاجة لي، فلما أكثر عليه قال: ترد عليّ من حرّ البصرة لعل الصوم أن يشتد عليّ شيئا، فإنه يخفّ عليّ في بلادكم.
و في هذه السنة:
حج عثمان بالناس، و ولد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه.