كان مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم في غزاة تبوك فأم الناس، و جاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فلحق معه ركعة، ثم قضى الثانية، و قال: «ما قبض نبي قط حتى يصلي خلف رجل صالح من أمته».
و كان عبد الرحمن كثير الصدقة فباع أرضا له بأربعين ألف دينار، فقسم ذلك في فقراء بني زهرة، و في ذوي الحاجة من الناس، و في أمهات المؤمنين، فلما بعث إلى عائشة بنصيبها،
قالت إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم قال: «لا يحنو عليكنّ بعدي إلا الصابرون» [2]
قال محمد بن سعد: و حدّثنا محمد بن كثير العبديّ، قال: حدّثنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال:
أغمي على عبد الرحمن بن عوف ثم أفاق فقال: إنه أتاني ملكان أو رجلان فيهما فظاظة و غلظة، فانطلقا بي، ثم أتاني رجلان أو ملكان هما أرفق منهما و أرحم، فقالا:
أين تريدان به؟ قالا: نريد به العزيز الأمين، قالا: خليا عنه فإنه ممن كتب له السعادة و هو في بطن أمه.
توفي عبد الرحمن في هذه السنة و هو ابن خمس و سبعين سنة. و خلف ألف بعير 11/ ب و ثلاثة آلاف شاة/ و مائة فرس، و ترك ذهبا قطع بالفئوس حتى مجلت أيدي الرجال منه، و ترك أربع نسوة، فأخرجت امرأة من ثمنها بثمانين ألفا، و أوصى في السبيل بخمسين ألف دينار.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: