قال علماء السير [2]: أوصى معاوية فقال: شهدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يوما قلّم أظفاره و أخذ من شعره، فجمعت ذلك فهو عندي، و أعطاني قميصه، فاجعلوه على جسدي، و اسحقوا قلامة الأظفار فاجعلوها في عيني، و احشوا بالشعر فمي و أنفي، فغشي، فأخرجت أكفانه فوضعت على المنبر، و قام الضحاك بن قيس الفهري خطيبا، فقال: إن معاوية قد قضى نحبه، و هذه أكفانه، و نحن مدرجوه فيها، و مدخلوه قبره، و مخلوه و عمله، إن شاء ربه رحمه، و إن شاء عذّبه.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو الفضل قال: أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني يحيى بن عبد اللَّه، عن بكير، عن الليث قال:
توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت من سنة ستين، و كانت خلافته عشرين سنة و خمسة أشهر.
و قيل: تسع عشرة سنة و ثلاثة أشهر.
قال الواقدي: و سبعة و عشرين يوما.
و اختلفوا في مدة عمره [3]، فقال الزهري: خمسة و سبعون، و قيل: ثمان و سبعون، و قال المدائني: ثلاث و سبعون، و قيل: ثمانون، و قيل: خمس و ثمانون.
أمه عمرة بنت رواحة أخت عبد اللَّه بن رواحة، و هو أول من ولد من الأنصار بالمدينة بعد الهجرة، و حنكه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم بتمرة، فتلمظ بها
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: « [انظروا] [5] إلى الأنصار و حبها للتمر».
[1] في الطبري: «النّفاثات». و في ابن الأثير: «التفاثات».