نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 329
و كتب عبيد اللَّه إلى يزيد: أما بعد، فالحمد للَّه الّذي أخذ لأمير المؤمنين بحقه، و كفاه مئونة عدوه، إن مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هانئ بن عروة فكدتهما حتى استخرجتهما و ضربت أعناقهما، و قد بعثت برأسيهما.
فكتب إليه يزيد: إنك على ما أحب عملت عمل الحازم، وصلت صولة الشجاع، و قد بلغني أن الحسين قد توجه نحو العراق، فضع المناظر و المسالح، و احترس، و اجلس [1] على الظنة، و خذ على التهمة، غير أن لا تقتل إلا من قاتلك، و اكتب إليّ في كل ما يحدث من خير إن شاء اللَّه.
قال علماء السير: لما علم الحسين، بما جرى لمسلم بن عقيل همّ أن يرجع، فقال أخو مسلم: و اللَّه لا ترجع حتى نصيب [2] بثأرنا. فقال الحسين: لا خير في الحياة بعدكم. فسار فلقيته أوائل خيل عبيد اللَّه، فنزل كربلاء، فضرب أبنيته، و كان أصحابه خمسة و أربعين فارسا و مائة راجل.
و في هذه السنة: حج بالناس عمرو بن سعيد، و كان عامل يزيد على مكة و المدينة لما نزع يزيد الوليد بن عتبة عن المدينة، و كان ذلك في شهر رمضان.
فحجّ عمرو بالناس حينئذ، و كان على الكوفة و البصرة و أعمالها عبيد اللَّه بن زياد، و على خراسان عبد الرحمن بن زياد، و على قضاء الكوفة شريح، و على قضاء البصرة هشام بن هبيرة.
و هو من بني قرة بن مازن، بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم إلى مزينة و معه عمرو بن عوف يستنفرانهم حين أراد أن يغزو مكة، و حمل بلال أحد ألوية مزينة الثلاثة التي عقدها لهم