responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 327

و قال شاعرهم في ذلك:

فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري‌ * * * إلى هانئ في السوق و ابن عقيل‌

ترى جسدا قد غير الموت لونه‌ * * * و نضح دم قد سال كل مسيل [1]

أصابهما أمر الإمام فأصبحا * * * أحاديث من يسعى بكل سبيل‌

و في رواية أخرى: أن الحسين لما خرج من المدينة قيل له: لو تجنبت الطريق [2] كما فعل ابن الزبير لأجل الطلب. قال: لا و اللَّه، لا أفارقها حتى يقضي اللَّه ما أحب.

فاستقبله عبد اللَّه بن مطيع، فقال له: جعلت فداك، أين تريد؟ قال: أما الآن فمكة و ما بعدها، فإنّي أستخير اللَّه، فقال: خار اللَّه لك، و جعلنا فداك، فإذا أتيت مكة فإياك أن تقرب الكوفة، فإنّها بلدة مشئومة، بها قتل أبوك، و خذل أخوك، و اغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه، الزم الحرم، فإنك سيد العرب، و لا يعدل بك أهل الحجاز أحدا، و يتداعى الناس إليك من كل جانب.

فنزل مكة، و اختلف أهلها إليه و أهل الآفاق، و ابن الزبير لازم جانب الكعبة، فهو قائم يصلي عندها، و يطوف، و يأتي حسينا فيمن يأتيه، و يشير عليه، و هو أثقل خلق اللَّه على ابن الزبير لأنه قد علم أن أهل الحجاز لا يبايعونه أبدا ما دام حسين بالبلد، و قام سليمان بن صرد بالكوفة، فقال: إن كنتم تعلمون أنكم تنصرون حسينا فاكتبوا إليه، و إن خفتم الفشل فلا تغروه. قالوا: بل نقاتل عدوه.

فكتبوا إليه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم. لحسين بن علي من سليمان بن صرد، و المسيب بن نجية، و رفاعة بن شداد، و حبيب بن مظاهر و شيعته من المؤمنين و المسلمين من أهل الكوفة. سلام عليك، فإنا نحمد إليك اللَّه الّذي لا إله إلا هو، الحمد/ للَّه الّذي قصم عدوك، و إنه ليس علينا إمام، فأقبل لعل اللَّه يجمعنا بك. 134/ ب فقدم الكتاب عليه بمكة لعشر مضين من رمضان، ثم جاءه مائة و خمسون كتابا من الرجل و الاثنين و الثلاثة، ثم جاءه كتاب آخر يقولون: حي هلا، فإن الناس ينتظرونك،


[1] البيت ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

[2] في الطبري 5/ 351: «لو تنكبت».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست