نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 314
و نعيش كما تعيش. فلما قدمت تراءيت له، فقال: لك حاجة؟ قلت: أخلني أصلحك اللَّه. ففعل، فقلت: أنا رسول أبي ذر إليك- فلما قلتها خشع قلبه- و هو يقرأ عليك السلام و يقول: إنا نأكل من التمر، و نروى من الماء، و نعيش كما تعيش. قال: فحلّ إزاره ثم أدخل رأسه في جيبه ثم بكى حتى ملأ جيبه بالبكاء.
توفي ابن عامر في هذه السنة، فقال معاوية: بمن نفاخر؟! بمن نباهي!؟
و قد اختلفوا في اسمه و نسبه على ثمانية عشر قولا قد ذكرتها في «التلقيح». و كان في صغره يلعب بهرّة فكني بها [2].
قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و هو بخيبر فأسلم.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا ابن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرميّ قال: حدّثنا عكرمة بن عمار قال:
حدّثني أبو كثير العبديّ، عن أبي هريرة: أنه قال [3]:
و اللَّه لا يسمع بي مؤمن و لا مؤمنة إلا أحبني. قال: قلت له: و ما يعلمك ذلك؟
قال: فقال لي: إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، فدعوتها ذات/ يوم إلى 129/ أ الإسلام فأسمعتني في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم ما أكرهتني، فجئت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و أنا أبكي.
فقلت: يا رسول اللَّه، إني أدعو أم أبي هريرة إلى الإسلام فتأبى علي، و إني دعوتها اليوم فأسمعتنى فيك ما أكره، فادع اللَّه أن يهدي أم أبي هريرة إلى الإسلام. ففعل، فجئت فإذا الباب مجاف، و سمعت خضخضة الماء، فلبست درعها، و عجلت عن خمارها، ثم قالت: ادخل يا أبا هريرة فدخلت فقالت: أنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أشهد أن محمدا رسول اللَّه. فجئت أسعى إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن.
فقلت: أبشر يا رسول اللَّه، [فقد أجاب اللَّه دعوتك، قد هدى اللَّه أم أبي هريرة إلى