responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 295

فقال معاوية: خذها/ لا بارك اللَّه لك فيها. فارتجز الأعرابي يقول:

خلوا عن الطريق للأعرابي‌ * * * أ لم ترقّوا ويحكم لما بي‌

قال: فضحك معاوية و أمر له بعشرة آلاف درهم و ناقة و وطاء. و أمر بها فأدخلت في بعض قصوره حتى انقضت عدتها من ابن أم الحكم، ثم أمر بدفعها إلى الأعرابي.

و في هذه السنة اشتد عبيد اللَّه بن زياد على الخوارج [1]

فقتل منهم صبرا جماعة كثيرة، و في الحرب جماعة أخرى، و ممن قتل منهم صبرا عروة بن أدية.

و سبب ذلك أن ابن زياد خرج في رهان له، فلما جلس ينتظر الخيل اجتمع الناس و فيهم عروة بن أدية، فأقبل على ابن زياد، فقال: خمس كن في الأمم [قبلنا] [2]، فقد صرن فينا: أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَ تَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَ إِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ‌ [3] و ذكر خصلتين نسيهما الراويّ، فلما قال ذلك ظن ابن زياد أنه لم يجترئ على مثل ذلك إلا و معه جماعة من أصحابه، فقام فركب و ترك رهانه، فقيل لعروة: ما صنعت، و اللَّه ليقتلنك. فتوارى، فطلبه ابن زياد فأتى الكوفة، فأخذ به ابن زياد فأمر به فقطعت يداه و رجلاه، ثم دعاه فقال: كيف ترى؟ قال: أرى أنك أفسدت دنياي و أفسدت آخرتك، فقتله، و أرسل إلى ابنيه فقتلهما.

و كان ابن زياد قد حبس مرداس بن أدية، و كان السجان يرى عبادته و اجتهاده، فكان يأذن له في الليل فينصرف، فإذا طلع الفجر أتاه فدخل السجن، فذكر ابن زياد الخوارج ليلة، فعزم على قتلهم إذا أصبح، فانطلق صديق لمرداس إلى منزله و أخبرهم، فأرسلوا إليه ليعهد، فسمع ذلك مرداس، و بلغ الخبر صاحب السجن فبات بليلة سوء إشفاقا من أن يعلم مرداس الخبر فلا يرجع. فلما كان وقت رجوعه جاء، فقال له السجان: هل علمت ما عزم عليه الأمير؟ قال: نعم. فلما قدّم/ ليقتل، وثب 120/ ب السجان- و كان ظئرا لعبيد اللَّه- فأخذ بقدمه و قال: هبه لي، و قص عليه القصة، فوهبه له‌


[1] تاريخ الطبري 5/ 312.

[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.

[3] سورة الشعراء، الآية: 128- 130.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست