و فيها دعا الناس معاوية إلى بيعة يزيد ابنه من بعده و جعله ولي عهده [2]
و كان سبب ذلك أن المغيرة قدم على معاوية و استعفاه و شكى إليه الضعف، فأعفاه، و أراد أن يولي سعيد بن العاص، فدخل المغيرة على يزيد فعرض له البيعة، فأدى ذلك يزيد إلى أبيه، فرد معاوية المغيرة إلى الكوفة و أمره أن يعمل في بيعة يزيد.
فشخص إلى الكوفة فعمل في بيعة يزيد، و كتب معاوية إلى زياد يستشيره في ذلك، فبعث زياد إلى عبيد بن كعب النميري، فقال: إن أمير المؤمنين قد أجمع على بيعة يزيد و هو متخوف نفرة الناس، و يزيد صاحب تهاون، مع ما قد أولع به من الصيد، فالق أمير المؤمنين مؤديا عني و أخبره عن فعلات يزيد و قل: رويدك بالأمر، فأقمن أن يتم لك ما تريد، و لا تعجل فإن دركا في تأخير خير من تعجيل عاقبته الفوت. فقال عبيد له: