نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 280
محرمه بمكانها من الحرم، لا تباع و لا تورث، شهد هشام بن العاص، و فلان مولى هشام بن العاص».
فلم تزل هذه الدار صدقة قائمة فيها ولده يسكنون و يؤاجرون و يأخذون عليها [1] حتى كان زمن أبي جعفر.
قال محمد بن عمران: فأخبرني أبي، عن يحيى بن عمران أن ابن عثمان بن الأرقم قال:
إني لأعلم اليوم الّذي وقعت في نفس أبي جعفر، إنه ليسعى بين الصفا و المروة في حجة حجها و نحن على ظهر الدار في فسطاط فيمر تحتنا لو أشاء أن آخذ قلنسوة عليه لأخذتها، و إنه لينظر إلينا من حين يهبط بطن الوادي حتى يصعد إلى الصفا، فلما خرج محمد بن عبد اللَّه بن حسن بالمدينة، كان عبد اللَّه بن عثمان بن الأرقم ممن تابعه و لم يخرج معه، فتعلق عليه أبو جعفر بذلك، فكتب إلى عامله بالمدينة أن يحبسه و يطرحه في حديد، ثم بعث رجلا من أهل الكوفة يقال له شهاب بن عبد رب، و كتب معه إلى عامل المدينة أن يفعل ما يأمره به، فدخل شهاب على عبد اللَّه بن عثمان الحبس- و هو شيخ كبير ابن بضع و ثمانين سنة، و قد ضجر بالحديد و الحبس- فقال له: هل لك أن أخلصك مما أنت فيه و تبيعني دار الأرقم؟ فإن أمير المؤمنين يريدها، و عسى ان بعته إياها أن أكلمه فيك فيعفو عنك قال: إنها صدقة، و لكن حقي منها له و معي فيها شركاء إخوتي و غيرهم، فقال: إنما عليك نفسك، أعطنا حقك و برئت. فاشهد له بحقه، و كتب عليه 114/ أ كتاب شراء على حساب سبعة/ عشر ألف دينار، ثم تتبع إخوته ففتنهم بكثرة المال فباعوه، فصارت لأبي جعفر و لمن أقطعها، ثم صيرها المهدي للخيزران أم موسى و هارون، فبنتها و عرفت بها، ثم صارت لجعفر بن موسى أمير المؤمنين، [ثم سكنها أصحاب الشطوي و العدني، ثم اشترى] [2] عامتها غسان بن عباد من ولد موسى بن جعفر.
قال علماء السير: شهد الأرقم بدرا و المشاهد كلها مع رسول اللَّه، و مات الأرقم
[1] في الأصل: «و يأخذون غلتها». و ما أوردناه من ابن سعد، أ.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 280