نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 207
قال: أخبرنا أحمد بن معروف، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم، قال: حدّثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، قال: حدّثنا عوف، عن زرارة بن أبي أوفى، عن عبد اللَّه بن سلام، قال: لما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم المدينة انجفل الناس نحوه و قالوا: قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم.
قال: و جئت انظر إليه، فلما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فأول شيء قال:/ «يا أيها الناس، أفشوا السلام، و أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، و صلّوا 85/ أ و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».
قال محمد بن سعد [1]: و أخبرنا عفان، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، و حميد، عن أنس، قال: لما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم أخبر عبد اللَّه بن سلام بقدومه، فأتاه فقال: إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي، فإن أخبرتني بها آمنت بك، و إن لم تعلمني عرفت أنك لست بنبي، قال: «و ما هن»؟ فسأله عن الشبه و عن أول شيء يأكله أهل الجنة، و عن أول شيء يحشر الناس؟ فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم «أخبرني بهن جبريل آنفا» قال: ذاك عدو اليهود، قال: «أما الشبه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ذهب بالشبه، و إذا سبق ماء المرأة ماء الرجل ذهب بالشبه. و أما أول شيء يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت. و أما أول شيء يحشر الناس، فنار تجيء من قبل المشرق فتحشرهم إلى المغرب». فآمن و قال: أشهد أنك رسول اللَّه، و قال: يا رسول اللَّه، إن اليهود قوم بهت، و إنهم إن سمعوا بإسلامي بهتوني فأخبئني عندك، و ابعث إليهم فسلهم عني، فخبأه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و بعث إليهم فجاءوا، فقال: «أي رجل عبد اللَّه [2] بن سلام فيكم؟» قالوا: هو خيرنا و ابن خيرنا، و سيدنا و ابن سيدنا، و عالمنا و ابن عالمنا، فقال: «إن رأيتم إن أسلم فتسلمون»؟، قالوا:
أعاذه اللَّه من ذلك، فقال: «يا عبد اللَّه اخرج إليهم»، [فخرج إليهم] [3] فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أن محمدا رسول اللَّه، قالوا: شرنا و ابن شرنا، و جاهلنا و ابن جاهلنا، فقال
[1] الخبر في مسند أحمد بن حنبل «عن عفان، عن حماد، عن ثابت و حميد، عن أنس».