responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 203

القيسي، [1] و كان عاملا له على المدائن، يخبرني أنهم ارتحلوا حتى نزلوا بهرسير، و أنهم أرادوا أن يعبروا إلى المدينة العتيقة التي بها منازل كسرى، فمنعهم سماك أن يجوزوا، فنزلوا بمدينة بهرسير مقيمين، فاخرجوا إليهم، و انكمش في آثارهم و لا تدعهم و الإقامة في بلد أكثر من الساعة التي تدعوهم فيها، فإن قبلوا و إلا فناهضهم، فإنّهم لن يقيموا ببلد يومين إلا أفسدوا كل من خالطهم، فخرج من يومه فبات بسورا، فبعث المغيرة مولاه ورّادا إلى المسجد فقام فقال: أيها الناس، إن معقل قد سار إلى هذه العصبة المارقة و هو بائت الليلة بسورا، فلا يتخلف عنه أحد من أصحابه ألا و إن الأمير يخرج على كل رجل من المسلمين و يعزم عليهم أن يبيتوا [2] بالكوفة، و أيما رجل من هذا البعث وجدناه بعد يومنا هذا بالكوفة فقد أحل بنفسه.

قال عبد الرحمن بن جندب، [عن عبد اللَّه بن عقبة] [3] الغنوي، [قال‌]: [4] كنت فيمن خرج مع المستورد، و كنت أحدث رجل منهم، فخرجنا حتى أتينا الصّراة، فأقمنا بها حتى تتامت جماعتنا، ثم خرجنا حتى انتهينا إلى بهرسير، فدخلناها، و نذر بنا سماك بن عبيد العبسيّ، و كان على المدينة العتيقة، فلما ذهبنا لنعبر الجسر إليهم قاتلنا [5] عليه، ثم قطعه علينا، فأقمنا ببهرسير. قال: فدعاني المستورد فقال لي:

أ تكتب يا ابن أخي؟ قلت: نعم، فدعا برقّ و دواة، و قال: اكتب: من عبد اللَّه المستورد أمير المؤمنين إلى سماك بن عبيد، أما بعد. فإنا نقمنا على قومنا الجور في الأحكام، و تعطيل الحدود و الاستئثار بالفي‌ء، و إنا ندعوك إلى كتاب اللَّه، و سنة نبيه و ولاية/ أبي 83/ ب بكر و عمر، و البراءة من عليّ و عثمان، لإحداثهما في الدين، و تركهما حكم الكتاب، فإن تقبل فقد أدركت رشدك، و إن لا تقبل فقد أبلغنا في الإعذار إليك، و قد آذناك بحرب، و نبذنا إليك على سواء، إن اللَّه لا يحب الخائنين.


[1] في الطبري: «عبيد العبسيّ».

[2] في الأصل: «أن يبت».

[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.

[4] الخبر في تاريخ الطبري 5/ 190.

[5] في الأصل: «لنعبر الجسر عليهم قاتلنا».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 5  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست