من أهل مدينة أصبهان. و يقال: من أهل رامهرمز، أسلم في السنة الأولى من الهجرة، و أول مشهد شهده مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يوم الخندق، و إنما منعه من حضور ما قبل ذلك أنه كان مسترقا لقوم من اليهود فكاتبوه و أدى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم كتابته و عتق، و لم يزل بالمدينة حتى غزا المسلمون العراق فخرج معهم و حضر فتح المدائن، و ولاه إياها عمر، فنزلها حتى مات بها، و قبره الآن ظاهر.
أخبرنا هبة اللَّه بن الحصين، قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثني أبي، قال:
حدّثنا يعقوب، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد، عن عبد اللَّه بن عباس، قال: حدّثني سلمان الفارسيّ، قال [2]:
كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من قرية [3] يقال لها جيّ، و كان أبي دهقان قريته [4]، و كنت أحب خلق اللَّه إليه، فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية [5]، و اجتهدت [6] في المجوسية حتى كنت قطن النار [7] الّذي يوقدها، لا يتركها تخبو ساعة.
قال: و كان لأبي ضيعة عظيمة، قال: فشغل في بنيان له يوما، فقال لي: يا بني إني قد شغلت ببنائي هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب فاطلعها، و أمرني فيها ببعض ما يريد، فخرجت أريد ضيعته، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها 5/ أ و هم/ يصلون، و كنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم و سمعت أصواتهم دخلت عليهم انظر ما يصنعون.