نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 190
و ما نعبد من حجر لا يسمع و لا يبصر، و انظر إلى النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم و أصحابه و ظلف أنفسهم عن الدنيا، فيقع ذلك مني، و لم يعزم، إلى أن آتيه حتى انصرف إلى المدينة راجعا، ثم عزم 77/ ب لي على الخروج إليه، فأدلجت، فألقى خالد بن الوليد فاصطحبنا حتى نزلنا/ الهدة، فما شعرنا إلا بعمرو بن العاص فانقمعنا منه و انقمع منا، ثم قال: أين يريد الرجلان؟
فأخبرناه، فقال: و أنا أريد الّذي تريدان، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فبايعته على الإسلام و أقمت معه حتى دخلت معه في غزوة الفتح و دخل مكة و قال لي: «يا عثمان، ائت بالمفتاح» فأتيت به، فأخذه مني ثم دفعه إليّ، فقال: «خذها تالدة خالدة لا ينزعها إلا ظالم».
قال محمد بن عمر: و كان قدوم عثمان المدينة في صفر سنة ثمان، و لم يزل مقيما بالمدينة حتى قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، فرجع إلى مكة، فنزلها حتى مات بها في أول خلافة معاوية.
أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا أبو بكر بن حكيم بن عمير، و ضمرة بن حبيب، قالا [2]:
قال عمر بن الخطاب: من سره أن ينظر إلى هدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود.
قال المصنف: كان عمرو إذا خرج من بيته إلى المسجد قبض يمينه على شماله مخافة الخيلاء، و كان يشتري الحلة بمائتي درهم، و يصبغها بدينار و يخمرها النهار كله و يقوم فيها الليل كله.