هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
و أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.
أسلم و هو ابن ثمان عشرة سنة، و استكتبه النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم، و ولاه عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه مكان أخيه يزيد لما مات، فلم يزل كذلك خلافة عمر، و أقره عثمان و أفرد له جميع الشام، و قد ذكرنا ما جرى له مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه من القتال و مصالحة الحسن إياه، و مبايعته له بالخلافة، و ذلك في سنة إحدى و أربعين، فسمي عام الجماعة، فاستعمل على القضاء فضالة بن عبيد، فلما مات استقضى أبا إدريس الخولانيّ، و كان على شرطته قيس بن حمزة، و كان كاتبه و صاحب أمره سرحون بن منصور الرومي.
و كان معاوية أول من اتخذ الحرس، و أول من حزم الكتب ثم ختمها، لأنه كان قد أمر لعمرو بن الزبير بمائة ألف درهم ففض عمرو الكتاب و جعل المائة مائتين، فلما رفع حسابه إلى معاوية أنكر ذلك و أمر عمرا بردها و حبسه، فأداها أخوه عبد اللَّه بن الزبير عنه.
و في هذه السنة جرى الصلح بين قيس بن/ سعد و معاوية [2]
75/ ب و ذلك أن [3] قيس بن سعد كان على شرطة جيش عليّ رضي اللَّه عنه و هم أربعون