نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 172
و طولت رجاء أن يذهب و يدعني، فقال: «طول يا أبا عبد اللَّه ما شئت، فلست بنازح حتى تنصرف» فقلت: و اللَّه لأعتذرن إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و لأبرئن صدره. قال:
فانصرفت، فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه، فقال: «أبا عبد اللَّه ما فعل شراد الجمل؟» فقلت: يا رسول اللَّه، و الّذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت، فقال: «رحمك اللَّه» مرتين أو ثلاثا، ثم أمسك عني فلم يعد.
توفي خوات بن جبير بالمدينة في هذه السنة و هو ابن أربع و سبعين سنة، و كان ربعة من الرجال.
كان السبب في قتله [2] أن عبد الرحمن بن ملجم، و البرك بن عبد اللَّه، و عمرو بن بكر التميمي اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس و عابوا عمل ولاتهم، ثم ذكروا أمر النهر 70/ أ فترحموا عليهم، و قالوا: و اللَّه ما نصنع بالبقاء/ بعدهم شيئا، كانوا لا يخافون في اللَّه لومة لائم، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد، و أخذنا بثأر إخواننا. فقال ابن ملجم: أما أنا فأكفيكم علي بن أبي طالب، و كان من أهل مصر. و قال البرك بن عبد اللَّه: أنا أكفيكم معاوية، و قال عمرو: أنا أكفيكم عمرو بن العاص. فتعاهدوا و تواثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه، فأخذوا أسيافهم فسموها و اتعدوا لسبع عشرة من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه. و أقبل كل منهم إلى المصر الّذي هو فيه يطلبه.
فأما ابن ملجم و كان عداده في كندة، فخرج فلقي أصحابه بالكوفة، و كاتمهم أمره كراهية أن يظهروا شيئا من أمره، ثم أنه رأى ذات يوم أصحابا له من تيم الرباب- و كان عليّ رضي اللَّه عنه قتل منهم يوم النهر عدة فذكروا قتلاهم، و لقي من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها: «قطام». و قد قتل عليّ أباها و أخاها يوم النهر- و كانت فائقة الجمال- فلما رآها التبست بعقله و نسي حاجته التي جاء لها، فخطبها، فقالت: لا أتزوجك حتى تشتفي لي، قال: و ما تشائين، قالت: ثلاثة آلاف، و عبد، و قينة، و قتل