نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 139
عاد خبابا نفر من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، فقالوا: أبشر/ يا أبا عبد اللَّه، إخوانك 55/ ب تقدم عليهم غدا، فبكى و قال: [عليها من حالي] [1]، أما إنه ليس بي جزع، و لكن ذكرتموني أقواما و سميتموهم لي إخوانا، و إن أولئك مضوا و أجورهم كما هي، و إني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما أوتينا بعدهم.
توفي خباب بالكوفة في هذه السنة و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، و هو أول من دفن بظهر الكوفة.
297- خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن عامر، أبو عمارة، و هو ذو الشهادتين:
أخبرنا محمد بن أبي طاهر، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه، قال: أخبرنا أحمد بن معروف، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم، قال:
حدّثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني معمر، عن الزهري، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عمه- و كان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم [3]: أن النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم ابتاع فرسا من رجل من الأعراب، فاستتبعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم ليعطيه ثمنه، فأسرع النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم المشي، و أبطأ الأعرابي فطفق رجال يلقون الأعرابي يساومونه الفرس و لا يشعرون أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم قد ابتاعه، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الّذي ابتاعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم به. فلما زاده نادى الأعرابي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و قال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه و إلا بعته، فقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم حين سمع قول الأعرابي حتى أتاه الأعرابي، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: «أ لست قد ابتعته منك؟» فقال الأعرابي: لا و اللَّه ما بعتكه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: «بلى قد ابتعته منك» فطفق الناس يلوذون برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و بالأعرابي و هما يتراجعان، و طفق الأعرابي/ يقول: هلم شهيدا 56/ أ يشهد لك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك، إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم لم يكن ليقل إلا حقا، حتى جاء خزيمة بن ثابت، فاستمع مراجعة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و مراجعة الأعرابي، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني قد بايعتك، فقال خزيمة: أنا
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من ابن سعد.