كان قد أصابه سباء فبيع بمكة و اشترته أم أنمار، و هي أم سباع الخزاعية. و يقال:
بل أم سباع بن عبد العزى واحدة.
و كانت ختانة بمكة، و هي التي عنى حمزة بن عبد المطلب حين قال لسباع بن عبد العزى و أمه أم أنمار: هلم يا ابن مقطعة البظور، فانضم خباب بن الأرت إلى آل سباع، و ادعى حلف بني زهرة بهذا السبب. و كان يكنى أبا عبد اللَّه و أسلم قبل أن يدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم دار الأرقم، و قبل أن يدعو فيها، و كان من المستضعفين الدين يعذبون بمكة ليرجع عن دينه. و شهد بدرا و المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم.
أخبرنا محمد بن أبي طاهر، [أخبرنا الجوهري، أخبرنا ابن حيويه، أخبرنا أبو الحسن بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم] [2]، حدّثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، قال: حدّثنا حيان بن علي، عن مجالد، عن الشعبي، قال [3]:
دخل خباب بن الأرت على عمر فأجلسه على متكئه، و قال: ما على الأرض أحد أحق بهذا المجلس من هذا إلا رجل واحد، قال له خباب: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال:
بلال، قال: فقال خباب: يا أمير المؤمنين، ما هو بأحق مني، إن بلالا كان له من المشركين من يمنعه اللَّه به و لم يكن لي أحد يمنعني، فلقد رأيتني يوما أخذوني و أوقدوا لي نارا ثم سلقوني فيها، ثم وضع رجل رجله على صدري فما اتقيت الأرض إلا بظهري، قال: ثم كشف عن ظهره فإذا هو قد برص.
قال محمد بن سعد [4]: و أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الأسدي، قال: حدّثنا مسعر بن كدام، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: