نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 13
الروم: و اللَّه لقد تركنا الجهاد خلفنا، فيقال له: و أي جهاد؟ فيقول: عثمان بن عفان فعل كذا و كذا حتى أفسد الناس، فقدموا و قد أظهروا من القول ما لم يكونوا ينطقون به، و تكلم معه محمد بن أبي بكر و ذكر ما خلف به أبا بكر و عمر رضي اللَّه عنهما، فبلغ ذلك عبد اللَّه بن سعد، فقال: لا تركبا معنا، فركبا في مركب ما فيه أحد من المسلمين.
و في هذه السنة:
فتحت أرمينية على يدي حبيب بن مسلمة الفهري في قول الواقدي [1].
قال ابن إسحاق: هرب يزدجرد من كرمان في جماعة يسيرة إلى مرو، فسأل مرزبانها مالا فمنعه، [فخافوا على أنفسهم] [3]، فأرسلوا إلى الترك، فأتوه فبيتوه، فقتلوا أصحابه، و هرب حتى أتى منزل رجل ينقر الأرحاء على شط المرغاب، فأوى إليه ليلا، فلما نام قتله.
و قال غيره [4]: بيته أهل مرو و لم يستجيشوا عليه الترك، فقتلوا أصحابه، و خرج هاربا على رجليه معه منطقته و سيفه و تاجه، حتى أتى منزل نقار على شط المرغاب، فلما غفل يزدجرد قتله النقار و أخذ متاعه و ألقى جسده في المرغاب، و أصبح أهل مرو فاتبعوا أثره، حتى خفي عليهم عند منزل النقار، فأخذوه، فأقر لهم بقتله و أخرج متاعه فقتلوا النقار و أهل بيته، و أخذوا متاعه و متاع يزدجرد، و أخرجوه من المرغاب، فجعلوه في تابوت من خشب.
فزعم بعضهم أنهم حملوه إلى إصطخر، فدفن بها في أول سنة إحدى و ثلاثين.