نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 122
فقال الأشعث: يا معاوية، لأي شيء رفعتم هذه المصاحف؟ قال: لنرجع إلى أمر اللَّه به، تبعثون رجلا ترضون به، و نبعث منا رجلا، ثم نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب اللَّه لا يعدوانه، ثم نتبع ما اتفقا عليه.
فجاء الأشعث إلى عليّ فأخبره، فقال الناس: قد رضينا، فقال أهل الشام: فإنا قد اخترنا عمرو بن العاص، فقال الأشعث و أولئك الذين صاروا خوارج بعد: فإنا رضينا بأبي موسى الأشعري،
فقال عليّ: إنكم عصيتموني في أول الأمر فلا تعصوني الآن، إني لا أرى أن أولي أبا موسى، فقال أولئك: إنا لا نرضى إلا به، قال: فهذا ابن عباس، قالوا: لا نريد إلا رجلا هو منك و من معاوية سواء، ليس إلى واحد منكما بأدنى منه إلى الآخر، قال: فإنّي أجعل الأشتر، قالوا: و هل سعر الأرض غير الأشتر؟ قال:
فاصنعوا ما شئتم، فقال الأحنف لعليّ رضي اللَّه عنه: إنك قد رميت بحجر الأرض، فإنه لا يصلح لهؤلاء القوم إلا رجل يدنو منهم حتى يصير في أكفهم، و يبعد حتى يصير بمنزلة النجم منهم، فإن أبيت أن تجعلني حكما فاجعلني ثانيا أو ثالثا فإنه لن يعقد عقدة إلا 48/ أ حللتها، و لن يحل/ عقدة أعقدها إلا عقدت لك أخرى أحكم منها. فأبى الناس إلا أبا موسى.
فكتبوا: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا ما تقاضى عليه عليّ أمير المؤمنين ...». فقال عمرو: اكتب اسمه و اسم أبيه، و هو أميركم، أما أميرنا فلا، فقال الأحنف بن قيس: لا تمح اسم «إمارة المؤمنين» فإنّي أخاف إن محوتها لا ترجع إليك أبدا، فأبى ذلك عليّ، فقال له الأشعث: امح هذا الاسم برّحه اللَّه [1]، فمحي،
فقال علي: اللَّه أكبر، سنة بسنة، و اللَّه إني لكاتب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يوم الحديبيّة إذ قالوا: لست رسول اللَّه، و لا نشهد لك به، و لكن اكتب اسمك و اسم أبيك.
فكتب: هذا ما تقاضى عليه عليّ بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان قاضي عليّ على أهل الكوفة و من معهم من شيعتهم من المؤمنين و المسلمين، و قاضي معاوية على أهل الشام و من كان معهم من المؤمنين و المسلمين، إنا ننزل عند حكم اللَّه و كتابه،