نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 12
ثم دخلت سنة إحدى و ثلاثين
فمن الحوادث فيها غزاة المسلمين الروم التي يقال لها غزاة الصواري [1]
في قول الواقدي، و قال أبو معشر: كانت سنة أربع و ثلاثين.
شرح القصة
أن المسلمين لما أصابوا من الروم بإفريقية خرج الروم في جمع لم يجمع مثله قط، خرجوا في خمسمائة مركب عليهم قسطنطين بن هرقل، فباتوا يضربون النواقيس، و بات المسلمون يصلون و يدعون، ثم أصبحوا فقال المسلمون: إن شئتم فالساحل حتى يموت الأعجل منا و منكم، و إن شئتم فالبحر. قال: فنخروا نخرة واحدة و قالوا:
الماء. و السفن بعضها إلى بعض، و اقتتلوا أشد القتال، و وثب الرجال على الرجال يضربون بالسيوف على السفن، و يتواجئون بالخناجر حتى رجعت الدماء إلى الساحل تضربها الأمواج، و طرحت الأمواج جثث الرجال ركاما حتى صارت كالخبال العظيم عند الساحل، و قتل من الفريقين خلق كثير، ثم نصر اللَّه المسلمين فقتلوا منهم مقتلة عظيمة لم ينج منهم إلا الشريد، و انهزم قسطنطين. و أقام عبد اللَّه بذات الصواري أياما بعد هزيمة القوم، ثم أقبل راجعا.