نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 10
نبيا؟ قلت: بلى قال: فما له لم يدع اللَّه على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها؟
قلت: فعيسى بن مريم عليه السلام أ تشهد أنه رسول اللَّه؟ قال: نعم، قلت: فما له أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه و لم يدع عليهم فيهلكوا حتى رفعه اللَّه إليه؟ فقال: أنت حكيم جاء من حكيم، هذه هدايا ابعث بها معك إلى محمد، و أرسل معك ببذرقة يبذرقونك [1] إلى مأمنك، فأهدى إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم ثلاث جواري منهن مارية أم إبراهيم، و واحدة وهبها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم لأبي جهم بن حذيفة، و واحدة وهبها لحسان بن ثابت.
و كان حاطب من الرماة المذكورين، و كان خفيف اللحية أجنأ، إلى القصر ما هو، شثن الأصابع، و توفي بالمدينة في هذه السنة و هو ابن خمس و ستين، و صلّى عليه عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه.
أسلم قبل دخول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم دار الأرقم، و هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، و شهد بدرا و المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، و توفي و هو ابن ثمانين سنة [3].
253- عياض بن زهير بن [أبي] [4] شداد بن ربيعة بن هلال، يكنى أبا سعد [5]:
هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، و شهد بدرا و المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، و ليس له عقب.
254- مسعود بن الربيع، و قيل: ابن ربيعة بن عمرو بن سعد حليف بني عبد مناف بن زهرة، يكنى أبا عمير [6]:
[1] البذرقة: كلمة فارسية معربة، و هي الخفارة، يقال: بعث السلطان بذرقة مع القافلة. و قال الهروي: ان البذرقة يقال لها عصمة، أي يعتصم بها. (لسان العرب 238).
[2] طبقات ابن سعد 3/ 1/ 291، و ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول أوردناه من ابن سعد.