responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 77

و قال ابن إسحاق: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم بعث الزبرقان بن بدر/ السعدي على صدقات قومه بني سعد بن زيد مناة، و بعث مالك بن نويرة الحنظليّ على صدقات بني حنظلة، و بعث عدي بن حاتم على صدقات طيِّئ، فبلغهم وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم و قد كانوا قبضوا الصدقات.

فأما مالك بن نويرة فإنه ردها إلى قومه، و أما عدي و الزبرقان فإن قومهما سألوهما أن يرداها عليهم فأبيا و قالا: لا نرى إلا أنه سيقوم بهذا الأمر قائم بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم، فإن كان ذلك دفعناها إليه، و إن كان غير ذلك فأموالكم في أيديكم. فأمسكا الصدقة حتى قدما بها على أبي بكر، فلم يزل لهما بذلك شرف على من سواهما من أهل نجد، و كانت [تلك‌] الصدقة مما قوي بها أبو بكر على قتال أهل الردة.

فلما أراد [1] أن يتجهز لحرب أهل الردة خرج بالناس حتى نزل بذي القصة، فعبأ هنالك جنوده، فبعث خالد بن الوليد في المهاجرين و الأنصار، و جعل ثابت بن قيس على الأنصار و أمره إلى خالد، و أمره أن يصمد لطليحة و عيينة، و كانا على بزاخة و هي ماء من مياه بني أسد، فسار خالد حتى إذا دنا من القوم بعث عكاشة بن محصن و ثابت بن أقرم طليعة، فقدما و كان طليحة و أخوه مسلمة قد خرجا ليستخبرا، فإذا هما بعكاشة و ثابت، فقتلاهما، فلما مر بهما خالد مقتولين اشتد ذلك على المسلمين، و قالوا: سيدان من سادات المسلمين و فرسانهم.

فمال خالد إلى طيِّئ فاستعان بهم على الحرب، فسار حتى أتى بزاخة، و بها عيينة في بني فزارة و طليحة في بني أسد، و كانت بنو عامر في ناحية ينتظرون الدبرة على من تكون، و كان طليحة متلففا في كساء له قد غطى وجهه ليجيئه الوحي/ زعم، و عيينة في الحرب، فكان إذا أضجرته الحرب جاء إلى طليحة فيقول: هل جاءك جبريل؟

فيقول: لا، إلى أن قال عيينة: يا بني فزارة، إن هذا كذاب فاجتنبوه، فتفرقوا عنه، فقال:

له قومه: ما تأمرنا، فقال طليحة: اصنعوا مثل ما أصنع، ثم جال في متن فرسه، و حمل امرأته ثم مضى هاربا إلى الشام، فشد خالد بمن معه على بني فزارة فقتل من قتل منهم، و أخذ عيينة أسيرا، ثم كر على بني عامر ففضهم، و أخذ قرة بن هبيرة أسيرا، فأوثقه مع‌


[1] تاريخ الطبري 3/ 254.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست