نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 4 صفحه : 230
و في هذه السنة حج بالناس عمر، و استخلف على المدينة زيد بن ثابت، و كان عامله في هذه السنة على مكة عتاب بن السائب، و على الطائف عثمان بن أبي العاص، و على اليمن يعلى بن منبه، و على اليمامة/ و البحرين العلاء بن الحضرميّ، و على عمان حذيفة بن محصن، و على الشام كلها أبو عبيدة بن الجراح، و على الكوفة سعد بن أبي وقاص، فلما عزله عمر قيل له: من خليفتك يا سعد على الكوفة، فقال: عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبان.
خرج خالد بن الوليد و عياض بن غنم فسارا في دروب المشركين فأصابا أموالا عظيمة، فلما قفل خالد [2] انتجعه الأشعث بن قيس فأجازه بعشرة آلاف، و كان عمر لا يخفى عليه من عماله شيء، فكتب إليه بما يجري، فدعا البريد و كتب معه إلى أبي عبيدة أن يقيم خالدا و يعقله بعمامته، و ينزع عنه قلنسوته حتى يعلمكم من أين إجازة الأشعث، أمن ماله، أم من إصابة أصابها؟ فإن زعم أنها من إصابة أصابها فقد باء بجناية، [و إن زعم أنها من ماله فقد أسرف]، فاعزله على كل حال.
فکتب أبو عبيدة إلى خالد فقدم عليه، فجمع له أناس و جلس [لهم] على المنبر، و تكلم البريد فقال: [يا خالد، أ من مالك أجزت بعشرة آلاف أم من إصابة؟ فلم يجبه حتى أكثر عليه، فقام بلال فقال] [3]: إن أمير المؤمنين أمر فيك بكذا، و تناول عمامته فنفضها، و وضع قلنسوته ثم عقله بعمامته، و قال: ما تقول، أمن مالك أم من إصابة؟، قال: لا بل من مالي، فأطلقه و أعاد قلنسوته ثم عممه بيده.
فخرج خالد حتى قدم على عمر، فقال عمر: من أين هذا الثراء؟ قال: من الأنفال