و كانوا إذا سمعوا سجعه، قالوا: نشهد أنك نبي، ثم وضع عنهم الصلاة و أحل لهم الخمر و الزنا و نحو ذلك، فأصفقت معه بنو حنيفة إلا القليل و غلب على حجر اليمامة و أخرج ثمامة بن أثال، فكتب ثمامة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم يخبره- و كان عامل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم على اليمامة و انحاز ثمامة بمن معه من المسلمين، و كتب مسيلمة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم:
من مسيلمة رسول اللَّه إلى محمد رسول اللَّه، أما بعد، فإن لنا نصف الأرض و لقريش نصف الأرض و لكن قريشا قوم لا يعدلون و يعتدون.
و بعث الكتاب مع رجلين: عبد اللَّه بن النواحة، و حجير بن عمير،
فقال لهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم: «أ تشهدان أني رسول اللَّه؟»
قالا: نعم، قال:
«أ تشهد أن مسيلمة/ رسول اللَّه؟»
قالا: نعم قد أشرك معك، فقال:
«لو لا أن الرسول لا يقتل لضربت أعناقكما».
ثم كتب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم:
«من محمد رسول اللَّه إلى مسيلمة الكذاب، أما بعد: فإن الأرض للَّه يورثها من يشاء، و العاقبة للمتقين، و قد أهلكت أهل حجر، أقادك اللَّه و من صوب معك».
ذكر أخبار سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية كانت [3] قد تنبّأت في الردة بعد موت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلم بالجزيرة في بني تغلب فاستجاب لها الهذيّل و ترك التنصر و أقبل معها جماعة فقصدت قتال أبي بكر فراسلت مالك بن نويرة فأجابها و منعها من قصد أبي بكر و حملها على أحياء من بني تميم، فأجابت فقالت: أعدوا الركاب و استعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب، فذهبوا فكانت بينهم
[1] اللثغ: تحول اللسان من السين إلى الثاء، أو من الراء إلى الغين.
[2] القرع: ذهاب الشعر عن الرأس، و هو أشد من الصلع.