responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 173

طلعت نواصي الخيل من قبل الشام- و كان فتح دمشق قبل القادسية بشهر- و ذلك أنه قدم كتاب عمر إلى أبي عبيدة بصرف أهل العراق [أصحاب خالد،] فصرفهم، فلما جاءوا سمي هذا اليوم يوم أغواث، و أكثر المسلمون القتل في الأعاجم، و لم تقاتل الأعاجم يومئذ على فيل، لأن أنيابها [1] كانت قد تكسرت، و حمل المسلمون رجالا على إبل قد ألبسوها، فهي مجللة مبرقعة يتشبهون بالفيلة، فلقي أهل فارس يوم أغواث أعظم مما لقي المسلمون من الفيلة يوم أرماث، و جعل رجل من المسلمين يقال له: سواد يتعرض بالشهادة فأبطأت عليه، فتعرض لرستم يريده، فقتل دونه، و حمل القعقاع بن عمر يومئذ ثلاثين حملة، قتل في كل حملة رجل، و كان آخر من قتل بزرجمهر الهمذانيّ.

و روى مجالد [2]، عن الشعبي، قال: كانت امرأة من النخع لها بنون أربعة شهدوا القادسية، فقالت لبنيها: إنكم أسلمتم فلم تبدلوا، و هاجرتم فلم تثوبوا، [3] و لم تنب بكم البلاد، و لم تقحمكم السّنة، ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة فوضعتموها بين يدي أهل فارس، و اللَّه إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، و لا فضحت خالكم، انطلقوا فاشهدوا أول القتال و آخره، فاقبلوا يشتدون، فلما غابوا عنها رفعت يديها قبل السماء و قالت: اللَّهمّ ادفع عن بنيّ، فرجعوا إليها و قد أحسنوا/ القتال، ما كلم منهم رجل [كلما] [4]، فرأيتهم بعد ذلك يأخذون ألفا ألفا من العطاء [5]، ثم يأتون أمهم فيلقونه في حجرها، فترده عليهم و تقسمه فيهم على ما يرضيهم.

و قد رويت لنا هذه الحكاية أتم من هذا.

[أخبرنا المحمدان ابن أبي منصور، و ابن عبد الباقي، قالا: أخبرنا جعفر بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي الثوري، قال: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الدقاق، قال:

أخبرنا ابن صفوان، قال: أخبرنا أبو بكر بن عبيد، قال: حدّثني أحمد بن حميد


[1] في أ، و الطبري 3/ 544: «توابيتها».

[2] تاريخ الطبري 3/ 544.

[3] في الأصل، و بعض النسخ المخطوطة من الطبري: تثربوا».

[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، و أوردناه من الطبري.

[5] في الطبري: «ألفين ألفين».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 4  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست